الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

الكوليسترول 1


مع تقنيات العصر الجديد وتطور التكنولوجيا تزايد عدد المصابين بما هو معروف 

طبيا بالكوليسترول.وارتفعت نسب معدلاته وارتباطه بأخطر أمراض هذا العصر. 

 سنعرف في هذا البحث المجزأ عن الكوليسترول ومكوناته وأنواعه ومصادره وعن 

 وظائفه وسبب علاقته بأمراض القلب والسرطان .

ماهو الكوليسترول؟
هو عبارة عن نوع من الدهون أو الليبيدات. وهو أيضاً عبارة عن ستيرويد أو زيت جامد تتكون منه هرمونات الستيرويد أو شبيهات الكولسترول. ولو حملت الكولسترول في يدك سوف ترى مادة شمعية تشبه إلى درجة كبيرة الشمع الأبيض السائل المائل إلى الاصفرار.
الكولسترول في الجسم عبر الدورة الدموية، ولكن هذه العملية ليست بسيطة،. وذلك لأن اللبيدات تتكون في الأساس من الزيوت بينما يتكون الدم من الماء، لذا فهما لا يختلطان أبدآ. فلو أننا غمسنا الكولسترول في الدم فإنه ببساطة سوف يتخسر مكوناً كرات منفصلة عن السائل . وللتلخص من هذه المشكلة فإن جسم الإنسان يعبئ الكولسترول وباقي أنواع الدهون ويحولها إلى جسيمات دقيقة مغلفة بغشاء من البروتين تسمى البروتينات الدهنية (دهون + ‏بروتين ) التي تختلط بسهولة مع الدم. وتعرف البروتينات المستخدمة باسم أبوليبوبروتينات.
‏وتتكون الدهون في هذه الجسيمات من الكولسترول وثلاثي الجليسريد ومكون ثالث هو الشحوم أو الدهون الفسفورية وهي التي تجعل هذه المكونات تلتصق ببعضها البعض.
ويعتبر ثلاثى الجليسريد نوع من أنواع الدهون يشتمل على ثلاثة أحماض دهنية متحدة مع كحول يسمى جليسيرول وهى تؤلف قرابة تسعين بالمائة من الدهون الموجودة في الطعام الذي تتناوله.
أنواع الكوليسترول :
‏إن نوعي البروتينات الدهنية الأساسيين اللذين يهمانا عندما نتحدث عن أمراض القلب هما البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL( low Density Lipoprotein) والبروتينات الدهنية عالية الكثافة 
HDL (High Density Lipoprotein)
 وعلى الرغم من تشابه الأسماء إلا أن تلك الجسيمات تختلف عن بعضها كاختلاف الليل والنهار. وينبع هذا الاختلاف من الكثافة التي تعبر عن نسبة البروتين إلى الدهون، فالجسيمات التي تغلب نسبة الدهون بها على نسبة البروتين تكون كثافتها أقل من كثافة الجسيمات التي تغلب نسبة البروتين بها على نسبة الدهون والعكس صحيح.

رسم توضيحي1
الكولسترول عبارة عن نوع من الدهون أو اللبيدات يتدفق في الجسم عبر الدورة الدموية.


وحتى تتمكن من فهم كيفية تأثير الكولسترول على الجسم وكيفية تأثير الطعام الذي تتناوله على مستوى الكولسترول لديك، فإن أفضل ما نبدأ به هو البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL والبروتينات الدهينة منخفضة الكثافةLDL.
البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة( Bad Cholestrol ) LDL:
‏تتراوح نسبة الكولسترول الذي ينتقل عبر جسيمات LDL ما بين 60 ‏إلى 70 بالمائة لدى معظم الناس، وهذه الجسيمات تشبه المعبر الذي ينقل الكولسترول إلى أجزاء الجسم التي تكون بحاجة إليه في أي وقت. وللأسف، إذا زادت نسبة هذه الجسيمات في الدم فإنها ترسب الكولسترول على جدار الأوعية الدموية، مما قد يتسبب في انسداد هذه الأوعية ويؤدي بالتالي إلى الإصابة بأزمات قلبية. ولهذا السبب يصف الناس جسيمات LDL على أنها الكولسترول الضار  وما يدعو إلى التفاؤل هو أن كمية LDL في الدم ترتبط بكم الدهون المشبعة والكولسترول الذي تتناوله. ولذلك يستطيع الكثيرون الإقلال من نسبة البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL لو اتبعوا نظاماً غذائيا تقل ‏فيه نسبة الدهون. وعندما تجرى فحصا لتتبين نسبة الكولسترول وأنت صائم، فإن الطبيب في هذه الحالة يفحص نسبة كولسترول. LDL

البروتينات الدهنية عالية الكثافة:  ( Good Cholestrol ) HDL
‏تختلف هذه البروتينات تماماً عن بروتينات LDL. فبدلاً من احتوائها على الكثير من الدهون، تحتوى البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL على الكثير من البروتينات. وبدلاً من نقل الكولسترول إلى أجزاء الجسم، فإنها تعمل كالمكنسة الكهربائية التي تمتص الكولسترول الزائد عن حاجة الجسم والأنسجة فهي تلتقط الكولسترول الزائد من الخلايا والأنسجة لترجعها ثانية إلى الكبد ‏الذي يستخرج بدوره الكولسترول من الجزيئات أو يستخدمه لإنتاج الصفراء أو يعيد تصنيعه مرة ثانية. وهذا النشاط يفسر سبب ارتباط المعدلات المرتفعة البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL بانخفاض نسبة الإصابة بأمراض القلب.
وتحتوى جسيمات HDL أيضاً على جزيئات مضادة للأكسدة والتي تمنع جسيمات LDL من التحول إلى بروتينات دهنية والتي تتسبب في الإصابة بأمراض القلب.

إن التغيير في أسلوب الحياة يؤثر في مستويات البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL  فالتمرينات الرياضية قد تزيدها، بينما قد تقل بسبب البدانة والتدخين. أما بالنسبة للغذاء، فإن الأطعمة مرتفعة نسبة الدهون بوجه عام التي تؤدى إلى ارتفاع نسبة LDL ستؤدى كذلك إلى رفع نسبة HDL، بينما تقلل الأطعمة منخفضة الدهون كليهما، وبالتالي، فإذا اخترنا نوعية الغذاء المناسبة لنا بحرص، سوف نتمكن من تناول الغذاء الذي يقلل من نسبة LDL دون أن يتسبب في تقليل نسبةHDL.

رسم توضيحي 2
البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL تعمل كالمكنسة الكهربائية التي تمتص الكولسترول الزائد عن حاجة الجسم والأنسجة


ما أنواع الدهون المختلفة ؟
قد يألف الكثير من الناس مصطلحي الدهون المشبعة والدهون الغير مشبعة، ولكن ما الذي تعنيه تلك المصطلحات تحديداً؟
تتشابه كل الدهون في تركيبتها الكيميائية : سلسلة من ذات الكربون متحدة مع ذرات هيدروجين. وما يجعلها تختلف عن بعضها هو طول وشكل سلسلة ذرات الكربون وعدد ذرات الهيدروجين. وتخلق هذه الاختلافات البنيوية الطفيفة اختلافاً هائلة في كيفية رد فعل الجسم على هذه المركبات.

الدهون المشبعة :

الدهون غير المشبعة:

تعود كلمة مشبعة هنا إلى عدد ذرات الهيدروجين التي تحتويها هذه الدهون. حيث تضم سلسلة ذات الكربون التي تكون تلك الدهون الكثير من ذرات الهيدروجين، ولهذا فهي مشبعة. وتعتبر الدهون المشبعة ضارة بصحة الإنسان.

وهذا النوع يحتوي على عدد أقل من ذرات الهيدروجين، وهي صحية بالنسبة للإنسان.
هناك نوعان مختلفان من الدهون الغير مشبعة : الدهون المشبعة المتعددة ، والدهون المشبعة الأحادية. ومن أمثلة النوع الأول : دهون الأوميغا 3 ، ودهون أوميجا 6، حيث تحتوي على أربع ذرات أو أكثر من الكبرون غير المشبع بالهيدروجين. أما الدهون غير المشبعة الأحادية فتحتوي على زوج واحد فقط من جزيئات الكربون وهي غير مشبعة بالهيدروجين.

‏هناك اعتقاد شائع وخاطئ عن الكولسترول وهو أن المؤشر على عدم الإصابة بالكولسترول هو أن تكون نسبته صفر! ولكن لو لم يتوفر الكولسترول في جسم الإنسان بنسبة معينة فإنه سيموت، وكذلك سيفنى الجنس البشرى بأكمله! ولن يتمكن الرجال من إفراز هرمون تستوستيرون  أو الهرمون الخصوي ‏ولن تتمكن النساء من إفراز هرمون الإستروجين، وبدون تلك الهرمونات لن تحدث عملية التكاثر. ولن تتمكن الأمعاء من هضم الطعام بدون كولسترول، كما لن تتمكن الخلايا من تكوين أغشيتها الخارجية التي تعرف بالبلازما، لذا فإن الكولسترول نفسه ليس سيئا. ولكن تواجده في جسم الإنسان بصورة ‏كبيرة عبر جسيمات البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL هو ‏الشيء المضر، حيث قد يتعرض جسم الإنسان إلى ترسبه في أماكن خطرة كأن يترسب على جدار الأوعية الدموية.

مصادر الكوليسترول
‏معظم الكولسترول الموجود في دم الإنسان يأتي عادة من الكبد ‏وجزء ضئيل فقط يأتي من الأطعمة التي نتناولها. وهناك دهون معينة تكتسبها من الغذاء بجانب الكولسترول وهى بالتحديد الدهون المشبعة والدهون المتحولة وهى التي تتسبب في إفراز الكبد لكميات كبيرة وضارة من الكولسترول.
في الواقع، إن الدهون المشبعة والمتحولة في نظامك الغذائي ترفع نسبة الكولسترول أكثر مما يفعل الكولسترول الذي تتناوله عبر طعامك.
وبغض النظر عن مصدره، فإنه عندما يزداد معدل البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL في دمك، فإنه يترسب على جدار الأوعية الدموية لديك وعلى الشرايين التي تنقل الدم المحمل بالأكسجين إلى القلب والمخ.




رسم توضيحي 3
معظم الكولسترول الموجود في دم الإنسان يأتي عادة من الكبد




إن تراكم البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة  يسبب تضيق وعدم استقرار في جدران الأوعية الدموية ‏والتي قد تؤدى حتماً  إلى التعرض لأزمات قلبية والسكتات الدماغية.

والأمر الجيد هو أنه بوسع معظم الناس الوقاية من أمراض القلب إذا اتبعت أشياء مفيدة للقلب من شأنها تخفيض كولسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL. فالتغيير في أسلوب الحياة مثل إتباع نظام غذائي يحتوى على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة سيساعدك على المدى الطويل في تحقيق هذا الهدف. أما إذا لم تكف هذه الأساليب، فهناك الكثير من الأدوية الفعالة لمساعدتك على ذلك.


بإمكان معظم خلايا جسم الإنسان أن تنتج الكولسترول الذي تحتاجه. ومع ذلك، يعد الكبد هو المصنع الرئيسي الذي يوفي الكولسترول لجميع الخلايا، فهو يكفى لدرجة تمكنه من تصدير الفائض منه. ويغلف الكبد الكثير من الكولسترول الذي ينتجه بالبروتينات الدهنية والتي تنتقل إلى خلايا الجسد المختلفة، مما يوفر دعما إضافية لما تستطيع كل خلية أن تنتجه بنفسها . وهذه التدعيمات مهمة على وجه الخصوص للمناطق التي تستهلك الكثير من الكولسترول في الجسم مثل الخصيتين في الرجال والمبايض في النساء، حيث تتكون الهرمونات الجنسية.



وظائف الكوليسترول



‏يعد الارتفاع في نسبة الكولسترول مشكلة صحية خطيرة وهو أحد المسببات الكبرى لأمراض أوعية القلب CVD والتي يعانى منها نصف عدد الرجال وثلث عدد السيدات في مرحلة ما من عمرهم.
لكن وجب التوضيح بأن الكولسترول في حد ذاته ليس مضراً، فعلى الرغم من أن نسبته المرتفعة في جسم الإنسان قد تؤذي وتؤدي إلى حدوث أمراض، إلا أن توافر الكمية المناسبة منه في الدم يلعب دورا مهماً في جسم الإنسان، ولكن الكولسترول شأنه في ذلك شأن الكربوهيدرات، قد اكتسب سمعة سيئة لدرجة جعلت أغلب الناس لا يعرفون إيجابياته.
‏هذا ويلعب الكولسترول ثلاثة أدوار رئيسية
 :
‏ 1- يساهم في تكوين الغشاء الخارجي للخلايا
 .
 2- يكوّن أحماض الصفراء التي تساعد على هضم الطعام في الأمعاء.
 3- يعتبر الكوليسترول أيضاً المركب المبدئي الذي تشتق وتصنع منه العديد من المركبات العضوية الهامة داخل الجسم، مثل فيتامين(D)، والهرمونات الاسترويدية، مثل هرمونات الغدة الكظرية الموجود فوق الكلى، كهرمون الكورتيزول، وهرمون الآلدوستيرون، بالإضافة إلى الهرمونات الجنسية ومشتقاتها، مثل هرمونات البروجيتسيرون، والآستروجين، والتيستيرون. وتشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أن الكوليسترول ربما يلعب أيضاً دوراً كمادة مضادة للأكسدة، تحمي الخلايا من التأثير الضار للجذور أو الشقائق الكيميائية الحرة.
 4 - يتواجد بكميات كبيرة في طبقات الجلد، مما يعطي الجلد مناعة ضد كثير من العوامل الطبيعية.
 5 -  يتواجد الكوليسترول بكميات كبيرة في خلايا الدماغ مما يجعلها مخزناً للذاكرة والمعرفة.
 6- الكوليسترول أحد أهم المواد الداخلة في تركيب الغلاف المحيط بالأعصاب والذي يحافظ عليها وعلى الرسائل الكهربائية التي تنتقل داخلها.
لذلك نرى أهمية الكوليسترول وحاجة الجسم له ولكن يجب أن يتواجد في الدم بنسب محددة بدون زيادة أو نقصان. 

بدون الكولسترول لن تحدث جميع هذه الوظائف، وبدون حدوث هذه الوظائف، سيفنى الجنس البشرى بأكمله !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق