أعظم قدرة الله في مخلوقاته هو البكاء الذي يصاحب أحساسنا بالحزن فتنتج عنه قطرات من الماء تخرج من العين تسمى دموعاً ليجعل الله فيها نوعا من التصبر على الهموم والمصائب والاحزان..
هل هذا كل شيء عن الدموع والبكاء؟
بالتأكيدلا، بل ان هذا سؤال افتراضي يفتح لنا عشرات من الاسئلة عن ألغاز البكاء وعلمه وخوافيه، فقط أقرأوا معنا هذا الموضوع.
عُرف البكاء منذ فجر التاريخ وارتبط بمشاعر الإنسان، وهو شائع في مختلف الأعمار والأجناس والبيئات، ومن الاخطاء الشائعة اعتبار البكاء دليلاً على ضعف الانسان فهو عملية طبيعية يجب الا نخجل منها، فهو استجابة طبيعية لانفعالاتنا الداخلية، والانسان الذي يبكي هو الذي يمزق كل الأقنعة وكل الاعتبارات وكل الأدوار الاجتماعية.
وينصح العلماء بالتعبير والافصاح عن الأفعال وعدم كبتها، حيث وجدوا ان البكاء يريح الانسان من الضغوط المعرض لها اذ يخلص الجسم من الكيماويات السامة التي تكونت نتيجة الضغوط والانفعالات.
وقد أثبتت الاحصائيات ان البكاء يختلف باختلاف المجتمعات، فهناك شعوب لا تبكي كثيراً مثل الشعب الفرنسي الذي لا يبكي فيه إلا 8% فقط والسبب الحب!
أسرار البكاء
يقول الحق سبحانه وتعالى: «وانه هو أضحك وأبكى» وهذا معناه ان الضحك والبكاء من الله، وموحد ان بين البشر جميعا على اختلاف لغاتهم وجنسياتهم، فلا يوجد بكاء آسيوي أو استرالي، واذا اصطنع أحدنا البكاء فإنك تستطيع ان تميزه بسهولة عن ذلك الانفعال الطبيعي الذي يأتي من الله، وهكذا تنزل أحياناً الرحمات من الله فتفيض العيون بالدموع.
كما ان الآية ليس معناها ان الناس تبكي معا، لكن معناه ان الانسان لا يستطيع ان يبكي نفسه عن شعور صادق وبلا اصطناع لكن ذلك من الله، لذلك انعدمت فيه الإرادة البشرية، ولهذا لا يستطيع انسان ان يبكي بكاء طبيعينا كأن يقول انا سأبكي الآن فيبكي.
فوائد البكاء
البكاء يوسع الرئة ويغسل الملامح ويدرب العيون، ويهدئ المزاج، ولكل إنسان له احاسيس ومشاعر فعبر عن نفسك وانفعالاتك واطلق العنان لدموعك لتغسل همومك واحزانك ولكي تعيد الراحة إلى نفسك والبسمة إلى حياتك.
فالبكاء أفضل علاج للأعصاب المتوترة، وفي انسياب الدموع تفريغ للشحنات السامة التي تحدثها التوترات العاطفية، وفي حبسها تسمم بطئ لصاحبها.
كما ثبت ان البكاء يزيد من عدد ضربات القلب وهو في حذ ذاته يُعد تمرينا مفيدا لعضلات الصدر والكتفين والحجاب الحاجز، وعند الانتهاء من البكاء يعود القلب إلى حالته الطبيعية وتسترخي عضلات الصدر.
بكاء الرجل والمرأة
يعتقد العلماء ان البكاء بالنسبة للرجل اشارة إلى ضعفه، لهذا فالرجل أقل بكاء، ورغم تأييد علماء لذلك الا انهم وجدوا ان هرمون «البرولكتين» وهي المادة الضرورية في تكوين الدموع موجودة بنسبة كبيرة في المرأة عنها في الرجل، وهذا يوضح ان المرأة لديها قابلية طبيعية للبكاء أكثر من الرجل.
وميل الرجل إلى عدم البكاء له اسبابه، فاذا تسللنا إلى أعماق الرجل نراه يجد صعوبة كبيرة في التحدث أو التعبير عن مشاعره الدفينة وأسباب ذلك كثيرة، فالبعض تعلم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة انه لا يليق بالرجل ان يعبر عن مشاعره علانية وبخاصة مشاعر الألم، حيث يعتبر ذلك ليس من الرجولة.
كما ان هناك مجتمعات لا تحترم الشخص الذي يبكي وتعلم ابناءها منذ الصغر ان البكاء للأطفال والضعفاء فقط، وعكس ذلك هناك مجتمعات اخرى تعبر عن انفعالاتها بشكل ملحوظ ولا تستطيع السيطرة على مشاعرها أو التحكم في دموعها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق