كيف يرتبط ارتفاع معدل الكوليتسرول بأمراض القلب والأورام السرطانية ؟
كيف يمكن لمادة تؤدي كل تلك الوظائف الحيوية، وتلعب دوراً هاماً في الاستمرار في الحياة، أن ترتبط باثنين من أكبر قتلة البشر؛ أمراض القلب والشرايين، والأمراض السرطانية. إجابة هذا السؤال تكمن في المثل الشائع: إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده. فالشخص الذي يزن 68 كيلوجراماً مثلاً، يحتوي جسمه على 35 جراماً من الكوليسترول فقط، معظمها موجود في جدران الخلايا. وينتج الجسم تقريباً حوالي 1000 مليجرام يومياً، ويبلغ معدل تناول الفرد الأميركي للكوليسترول من مصادر غذائية ما بين 200 و300 مليجرام، والذي تعتبر الأجبان، وصفار البيض، واللحوم الحمراء، والدواجن، والأسماك، والجمبري (الروبيان)... من أهم مصادره الغذائية.
أما كيف تؤدي المستويات المرتفعة من الكوليسترول إلى المرض واعتلال الصحة، فيختلف الميكانيزم في أمراض القلب عنه في الأمراض السرطانية. ففي حالة أمراض القلب، وحسب «فرضية الدهون»، تؤدي المستويات المرتفعة من الكوليسترول -خصوصاً ما يعرف بالكوليسترول السيء أو البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة- إلى ترسبه على جدران الشرايين، بما في ذلك الشرايين المغذية للقلب ولخلايا المخ، مما ينتج عنه تصلب جدران تلك الشرايين، وتكون لويحات بين ثنايها، تعيق تدفق الدم، وتؤدي إلى تكون خثرات أو جلطات ، تسد الشريان تماماً، وتمنع وصول الدم والأكسجين إلى خلايا عضلة القلب مما يسبب نوبة قلبية. Heart Attack أو خلايا المخ مسببا في حدوث سكتة دماغية. Strokeكما أنه يسبب ضعفاً في الانتصاب عند الذكور مما يقوض الحياة الزوجية في بعض الأحيان.
أما على صعيد الأمراض السرطانية، فعلى عكس الاعتقاد الشائع، اكتشف الأطباء أن الأنسجة الدهنية ليست أنسجة خاملة ساكنة، بل تتمتع بنشاط زائد، يتميز بإفراز للهرمونات، خصوصاً هرمون الاستروجين، والذي يحفز الخلايا السرطانية، ويساعد على نموها وانتشارها. وعلى ما يبدو، وعلى حسب الدراسة سابقة الذكر، والتي أجراها علماء «المركز الطبي» في جامعة «دوك» بالولايات المتحدة، يتشابه تأثير المستوى المرتفع من الكوليسترول مع التأثير الناتج عن الأنسجة والخلايا الدهنية. حيث يقوم الجسم بتحليل وتكسير الكوليسترول إلى مركب عضوي آخر (27HC)، يشابه هرمون الاستروجين في تأثيره على نمو، وتحفيز، وانتشار الخلايا السرطانية. ومن المنطقي أنه كلما ارتفع مستوى الكوليسترول في الدم، زاد تركيز المركب العضوي الناتج عن تكسره وتحلله داخل الجسم، وكلما تعاظم تأثير هذا المركب على الخلايا السرطانية، فإن ذلك يساعد على نموها وانتشارها لمناطق مختلفة من الجسم.
وليس من الواضح، أو المؤكد حتى الآن، ما إذا كانت التوصيات الطبية الحديثة ستدعم مستقبلاً فكرة تناول عقاقير «الستاتينات» كاستراتيجية فاعلة في خفض احتمالات الإصابة بالأمراض السرطانية، أو الحد من انتشارها، وإن كان المعروف والمؤكد حالياً أن خفض مستويات الكوليسترول، من خلال خفض وزن الجسم، وممارسة الرياضة التي تؤثر بشكل خاص على مستويات الكوليسترول السيء، لن يحقق الوقاية من الأمراض السرطانية فقط، بل أيضاً من أمراض القلب والشرايين، التي تحتل حالياً رأس قائمة أسباب الوفيات بين البشر.
عوامل زيادة الكولسترول
هناك عوامل كثيرة تساعد في زيادة الكولسترول في الدم أبرزها:
- الوراثة: إن التاريخ الصحي للوالدين والأجداد تعتبر من اهم العوامل التي تؤثر في مستوى الكوليسترول في الدم.
- الأمراض: إن ارتفاع نسبة الكولسترول قد تكون نتيجة الإصابة بأمراض أخرى مثل أمراض السكريوالغدة الدرقية والكلية والكبد.
- العمر والجنس: إن نسبة الكولسترول بالدم تزداد كلما زاد العمر والرجال أكثر احتمالية للإصابة بالكوليسترول من المرأة قبل انقطاع الدورة الشهرية.
- التدخين: يساعد في تقليل الكولسترول المفيد ويزيد من معدل ترسب الدهون في جدران الشرايين.
- قلة ممارسة الرياضة: تشير العديد من الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة تزيد من نسبة الكولسترولالمفيد.
- السمنة: إن المحافظة على الوزن المثالي يساعد على ضبط الكولسترول في الدم.
- الغذاء الغني بالدهون: إن زيادة نسبة الكولسترول في الدم ترجع إلى الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالدهون ذات المصدر الحيواني.
وتشير الدراسات أن رفع الكولسترول المفيد أهم من خفض مستوى الكولسترول الضار من اجل الوقاية من مرض نقص التروية القلبي، كون هبوط مستوى الكولسترول المفيد في الدم إلى أقل من 35 ملغم/الديسيليتر يسبب زيادة خطر الإصابة بالأزمات القلبية الوعائية. وتشير الدراسات إلى أن كل زيادةمقدارها 1 ملغرام في الكولسترول المفيد تقلل من نسبة التعرض لتلك الأزمات بمعدل 2-4%.
وسائل رفع الكولسترول النافع
وهناك وسائل عديدة لرفع الكولسترول المفيد أهمها:
- الرياضة: وخاصة رياضة المشي والجري والسباحة. وتشير الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة لمدة 40 دقيقة يومياً، وبمعدل أربع مرات اسبوعياً، ترفع الكولسترول المفيد بنسبة جيدة تحد من امكانية حدوث أمراض القلب.
- خسارة الوزن: إن زيادة الوزن والسمنة ليس سبباً في رفع الكولسترول الضار فقط، بل تعتبر خسارة الوزن ايضاً من الأسباب التي تؤدي إلى خفض الكولسترول المفيد.
- التوقف عن التدخين: يؤدي إلى رفع الكولسترول المفيد.
- عدم استعمال الدهون المشبعة والدهون المهدرجة، مثل المارجرين والسمن النباتي والبطاطا المقلية.
- زيادة الدهون الأحادية مثل زيت الزيتون وزبدة الفستق.
- إضافة الألياف إلى الطعام مثل النخالة – الشوفان- الفواكه والخضروات.
- تناول السمك الدهني مثل السلمون والتونا والسردين المحتوي على اوميجا -3 (Omega-3).
- تناول الجوز بمقدار 30 غراماً يومياً .
وللحفاظ على نسبة جيدة للكولسترول في الدم والتقليل من مخاطر ارتفاع مستوى الكولسترول الضارأنصحك عزيزي القارئ بما يلي:
· تناول اللحوم البيضاء ( لحوم الطيور والأسماك) بدلاً من اللحوم الحمراء.
· أثناء عملية الطبخ قم بإزالة أكبر كمية من الدهون، وخصوصاً مرقة اللحمة.
· قم بإزالة جلدة الدجاج، أو أي نوع من الطيور قبل الطبخ.
· الحد من تناول المصادر الغنية بالكولسترول كالكبد والنخاعات والطحالات وصفار البيض والربيان.
· يفضل تناول بياض البيض واستعماله لعمل الحلويات، بدلاً من الصفار. ولكن تشير الدراسات الحديثة إلى أنه يمكن تناول 1-2 بيضة «مع صفارها» خلال الأسبوع.
· التقليل من كمية الدهون المتناولة، وبالأخص الدهون ذات المصدر الحيواني. وتشير التوصيات ال صحية إلى أن لا يزيد تناول الدهون عن 25% من الطاقة الحرارية المتناولة في اليوم.
· عدم استعمال السمن الحيواني في عملية الطهي، والاعتماد على الزيوت النباتية في تحضير وجبات الطعام.
· الإكثار من تناول الخضار والفواكه، خصوصاً الغنية بفيتامين C.
· الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالألياف مثل الخضار والفاكهة الطازجة والخبز الأسمر والبقوليات.
· الإقلال من تناول الحلويات مثل الهريسه، الكنافة، الجاتوهات، لاحتوائها على كمية عالية من الدهون والكولسترول.
· الإكثار من تناول الثوم والبصل .
· تناول الحليب والألبان المنزوعة الدسم بدلاً من الحليب الكامل الدسم.
· عند تناولك الأطعمة خارج المنزل تجنب طلب الأطعمة المقلية والدسمة، وقم باختيار اللحوم والخ ضار المطبوخة من دون دهون.
· ممارسة التمارين الرياضية وتجنب الضغوط النفسية.
· الإمتناع عن التدخين لأن النيكوتين يعمل على رفع معدل الكولسترول الضار وخفض معدل الكولسترول المفيد.
من هنا يتضح لنا أهمية إجراء فحوصات مخبرية لمعرفة نسبة الكولسترول الضار والكولسترول المفيدوكذلك ضرورة معرفة أن الأغذية الخالية من الكولسترول لا يعني انها خالية أو قليلة الدهون بل قدتكون عالية في الدهون، ومثال ذلك الزيوت النباتية، فجميعها لا يوجد بها كولسترول ولكنها
المصادر:
( الكوليسترول 1 + 2 )
TBEEB
WEBMD
FOWNEWS
مجلة بلسم العدد 433، لشهر تموز (يوليو) 2011
صحيفة الرياض العدد 14148 لشهر (مارس ) 2007
جريدة الإتحاد - الأربعاء 4 ديسمبر 2013
TBEEB
WEBMD
FOWNEWS
مجلة بلسم العدد 433، لشهر تموز (يوليو) 2011
صحيفة الرياض العدد 14148 لشهر (مارس ) 2007
جريدة الإتحاد - الأربعاء 4 ديسمبر 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق