الدراسات الحديثة تربط بين
الضغوط النفسية وحدوث سرطان الثدي
تشير الدراسات البحثية أن
هناك زيادة في فى حدوث أمراض السرطان بشكل عام وسرطان الثدي خاصة وقد ارتبط هذا
المرض بالعديد من الأسباب المختلفة مثل المكان والوسط الذي يعيش فيه الإنسان
(البيئة)، حيث إن تلوث الهواء والماء والأكل بأى مواد كيمائية له تأثير كبير على
حدوث السرطان، كما أن الضغوط النفسية والغضب والتوتر له ارتباط مباشر بحدوث خلل فى
بعض الهرمونات والأنزيمات الداخلية مما قد يؤدى إلى حدوث هذا المرض الخطير، كما أن
هناك بعض الدراسات التي تشير إلى إدخال بعض المواد السامة مثل التدخين والكحول
والمخدرات إلى الجسم يؤثر على زيادة احتمال الإصابة بالسرطان. وبالمقابل فان هناك
العديد من العوامل التي تحد من حدوث الإصابة بالسرطان ويأتى فى مقدمتها بعد توفيق
الله الرياضة والنشاط الحركي المقنن.
الرياضة
لا تختلف التوصيات العلمية أن للرياضة والنشاط الحركي دورا مهما
جدا فى المحافظة على الصحة وخاصة سلامة المرأة من السرطان وياتى فى مقدمة أنواع
السرطان هو سرطان الثدي ولقد لوحظ أن لتوازن الهرمونات فى الدم عند المرأة دورا
كبيرا فى احتمال إصابتها بمرض سرطان الثدي واهم هرمونات هو هرمون الاوستروجين (estrogen) وهرمون البروجسترون، حيث
إن اختلال هذا التوازن له ارتباط كبير فى تطور سرعة نمو الخلايا. ولقد لوحظ أن
أفراد العوائل التي تصاب بسرطان الثدي كان هناك زيادة فى تركيز هرمون البروجسترون
فى أجسامهم. حيث إن زيادة تركيز هرمون الاستروجين فى الجسم يسبب نمو غير طبيعي
للخلية وزيادة فى تكاثر هذه الخلايا.
أسباب ارتفاع هرمون البرجسترون:
1-
لوحظ أن الضغوط والاضطرابات
النفسية والسرعة فى نمو ورتم الحياة تساهم فى خلل توازن هذا الهرمون، حيث إنها
تساهم فى إنقاص والحد من البرجنولون
(prognenolone) وهى المادة التي تنتج هرمون البرجسترون خلال أيض الداخلي فى الجسم
مما يعيق من أنتاج هرمون البروجسترون فى الدم وبالتالي يعطى فرصة أن هرمون
الاستروجين هو المسيطر مما يؤدى إلى حدوث مشاكل الخلايا وقد يسبب خلايا سرطانية،
وخاصة فى خلايا الثدي عند المرأة مما يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي
2-
ترتبط اضطرابات نمو
وتكاثر الخلايا الطبيعة وتحولها إلى خلايا سرطانية إلى بعض المركبات الكيميائية
التي قد يستعملها الإنسان ومنها منتجات التنظيف الكيميائية وبعض العطور والتي
تساهم فى زيادة تركيز الاستروجين وتؤثر هذه المواد الكيميائية على عدم انتظام
وتوازن الهرمونات الأنثوية عموما.
3-
استخدام المرأة للعديد من
الأدوية وخاصة التي تحتوى على استر وجين مصنع، حيث أن استخدام هذه الأدوية والحبوب
تساهم فى عدم انتظام الهرمونات والتي بدورها تساهم فى إرباك واضطرابات هرمونات
الادرنلين (adrenal stress) والتي ترفع من
تركيز الاستروجين فى الدم.
4-
بعض أنواع عبوات المياه
البلاستيكية والتي قد تحتوى علي مركبات تزيد من تركيز الاستروجين مثل (xenoestrogens).
5-
بعض أنواع الأغذية التي
تساهم في زيادة وتركيز هذا الهرمون مثل فول الصويا
التمارين والسرطان:
إن للرياضة دورا كبيرا فى سلامة الجسم وحمايته من العديد من
المشاكل وخاصة المرأة والتي تحتاج إلى الرياضة والنشاط الحركي والتمارين لحماية
وتنظيم هرموناتها المختلفة وخاصة هرمون الاستروجين، حيث أوضحت بعض الدراسات أن
ممارسة المرأة للرياضة المقننة لمدة 5- 6ساعات فى الأسبوع تقلل الإصابة بسرطان
الثدي بمعدل 23% . ولقد أوضح الباحثون الذين قاموا بدراسة سيدات أعمارهن بين 20-
70سنة أن للرياضة والنشاط الحركي دورا مهما فى سلامة المرأة وخاصة حمايتها من
سرطان الثدي ولم يؤثر متى بدأت المرأة فى النشاط سواء مبكر أو فى أعمار متقدمة هذا
يوضح أن البداية حتى وان كانت متأخرة فان التأثير سوف يكون جيدا عليها . لذلك
فالنصيحة التي يجب على المرأة أن تعيها وتفهمها إن البدء فى الرياضة والنشاط
الحركي ليس متأخر فيجب عليها البدء حتى مع تقدم العمر.
الرياضة والاستروجين:
كما ذكرنا فى البداية أن لتركيز هرمون الاستروجين وزيادته وعدم
انتظامه دورا فى حدوث خلل فى خلايا المرأة وخاصة خلايا الثدي مما قد يؤدى إلى
زيادة نمو هذه الخلايا وقد يكون سبب لحدوث سرطان الثدي ، وقد لوحظ أن لرياضة
المرأة دورا كبيرا فى الحد من بلوغ المرأة لسن اليأس (انقطاع الدورة)، حيث إن
للرياضة دورا مهما فى تنظيم تركيز الهرمونات داخل الجسم، كما أن للرياضة دورا مهما
فى إنقاص والحد من زيادة تركيز هرمون الاستروجين ولذلك نجد أن المرأة التي تؤدى
الرياضة بشكل منتظم يقل لديها خطر الإصابة بسرطان الثدي وعموما فان هناك كذلك بعض
الأسباب غير المباشرة بارتباط الرياضة بالحد من سرطان الثدي لدى المرأة أن للرياضة
دورا مهما جدا فى إنقاص الوزن والحد من تراكم الدهون لديها كما أن الرياضة تساهم
فى تنظيم حساسية هرمون الانسولين ونشاطه وتزيد من نشاط الجهاز المناعي لديها.
وصفة رياضية:
للأسف الشديد أن التفاصيل الدقيقة والشرح الدقيق لنوع الرياضة التي
تحتاج المرأة أن تقوم بها للحد من ارتفاع تركيز هرمون الاستروجين قد تكون غائبة عن
معظم الأطباء حيث أنهم يخبرون المريضة أو المريض انه يجب عليك أداء التمارين دون
شرح دقيق لنوع الرياضة التي يحتاجها الشخص وخاصة المرأة للحد من أي مشاكل صحية وقد
يرجع ذلك إلى ضيق الوقت لدى الأطباء وعدم توفر الوقت المناسب لهم لشرح التفاصيل
المهمة لنوع الرياضة وقد يكون السبب الآخر أن بعض الأطباء لا يعرف نوع التمارين
الخاصة وكم مدتها وعدد تكراريتها ومقدار شدتها، ولذلك فانه ولتحقيق الهدف من
الرياضة يجب على الشخص التعرف على ثلاثة أساسيات للتمارين مدة التمرين ،عدد مرات
مزاولته له وكذلك شدته لذلك فان هناك دورا مهما للمتخصصين فى ما يعرف بالنشاط
الحركي أو المدربين الذين يمكن أن يصفوا للجميع أفضل التمارين لهم ومدتها وكثافتها
ليتم بذلك تحقيق الهدف منها والاستفادة منها بشكل كبير.
المصدر
صحيفة الرياض العدد 14148 لشهر (مارس ) 2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق