انتشرت العديد من الأوبئة في العقد الأخير، أي في الفترة من 2010 ولغاية العام 2020، مثل الكوليرا والتي انتشرت في هايتي 2010 وكان أبرزها أنواع جديدة من الإنفلونزا، مثل كورونا الشرق الأوسط وإنفلونزا الخنازير، وسبقهما في العقد السابق إنفلونزا الطيور 2003 وسبقه فيروس سارس 2002وتفشت في العقد الأخير أيضا أوبئة أخرى، لعل أكثرها خطورة كان فيروس إيبولا 2013، الذي انتشر في عدد من الدول الأفريقية، وفيروس زيكا الذي انتشر في أميركا الجنوبية.
وفايروس كورونا الذي ليس أول مرة يضرب البشرية بل في الحقيقة هذه ثالث مرة وهو أحد الفيروسات التي تهاجم الجهاز التنفسي للإنسان ومن خلال الدراسات التي تم جمعها تم اكتشاف بعض إصابات بالقلب والكبد والجهاز الهضمي والإسهال أي أنه لا يقتصر الفايروس على إصابة الرئتين رغم أنها الواجهة الرئيسية للفايروس والذي يؤدي للوفاة عادة هو الخلل بالرئتين سواء أكانت الإصابة بالفايروس لوحده أم مع جرثومة أخرى.
أول تفشي لفايروس كورونا كان في العام 2002 والذي تمثلت الجائحة في وباء السارس أو مايعرف ب المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة Sever Acute Respiratory Syndrome وتأثيره كان على الحويصلات الرئوية التي تدخل الأكسجين حيث أنه يدمرها بالتالي يختنق الإنسان. أصاب السارس 8 آلاف من البشر وبدأ أيضا ً في الصين حيث بلغ عدد الإصابات فيها ل 5327 وعدد الوفيات 349 ونسبة الوفيات بالمئوية كانت 7 أي 7% وفيات. وكورونا الحالي بالصين وصلت نسبة الوفيات ل 4.1 % وانتشر السارس أيضا ل 29 دولة وكانت نسبة الإصابات حوالي 2769 حالة إصابة ونسبة الوفيات خارج الصين كانت %16.4 .
الجائحة الثانية لفايروس كورونا كانت في العام 2012 وسمي ب MERS اختصارا ً لـ Middle East Respiratory Syndrome متلازمة الشرق الأوسط التنفسية وسبب التسمية بالطبع أولا ً لانتشارها في الوطن العربي حيث كان ظهور أول حالة مصابة ب ميرس بالسعودية ومن ثم انتشرت إلى دول أخرى خارج وداخل الشرق الأوسط ولذا سمي بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ، ووصلت الحالات المصابة بالسعودية فقط لـ 1030 حالة ونسبة الوفيات 44 % وبقية الحالات بالعالم وصلت إلى 300 حالة بين دول داخل الشرق الأوسط ومنها السعودية والإمارات وإيران وسلطنة عمان والأردن ومصر والجزائر وتونس ودول خارج الشرق الأسط ومنها كوريا الجنوبية وماليزيا وإندونيسيا والفلبين وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا واليونان وأمريكا الشمالية.
فايروس كورونا الأول أصاب 29 دولة ، بداية ظهوره كانت الصين ، فايروس كورونا الثاني أصاب 25 دولة وبدأ في السعودية ، وفايروس كورونا الثالث وهو مانواجهه الآن كوفيد 19 والذي تم اكتشافه في 18 ديسمبر 2019 وبدأ ظهوره في الصين.
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يتوقع العلماء ظهور فايروس كورونا وللمرة الثالثة بعد أن ظهوره المرات الأولى ولم لم يتوقعوا أن يكون كارثيا ً؟ أين الخطأ.
من خلال مراجعاتي حول فايروس كورونا خصوصا ً كورونا الأول والثالث أي فيروس جائحة 2002 وفيروس جائحة 2020 لاحظت التشابه الكبير بينهما من حيث أولا ً استهدافه لحويصلات التنفس بالرئة وظهور الحمى وهي أحد الأعراض وتتميز بكونها العرض الرئيسي ثم السعال الجاف كعرض ثانوي ثم التعب و آلام العضلات كعرض ثالث وضيق النفس أيضا ً كما أنه عند عمل التصوير الطبقي المحوري تظهر مناطق عاتمة في رئتي المصابين.
من خلال التشابه الكبير الذي تلاحظه بين الجائحتين من حيث مصدر العدوى وتشابه أعراضهما تلاحظ أنك أمام سيناريو متكرر ومن هنا تدرك أن اتجاه العلماء وقتها كان مابين إيجاد لقاح او علاج، اللقاح لغير المصابين والعلاج للمصابين بينما الحقيقة أن علاج المشكلة يكون بعلاج السبب وليس الاعراض.
وبالتأكيد لن يكون كوفيد 19 نهاية البشرية لأنه رغم عدد الوفيات التي نراها كل يوم إلا أنها تبقى معدلات صغيرة مقارنة بالأرقام في العصور الوسطي والقديمة. كما أن كوفيد 19 لن يكون آخر الفيروسات أو المسببات للأوبئة، إلا أنه مع نمو الاقتصادات تتحسن أساليب النظافة الأساسية ويتقدم مستوى الرعاية الصحية وأصبحت الأدوية أفضل وبإمكان الناس الحصول عليها وعلى الرغم من أن نظام الاستجابة العالمي ليس مثالياً إلا أنه يوجد تقدم كبير في اكتشاف الأمراض والحد من انتشارها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق