الأحد، 17 أبريل 2016

التداخلات الغذائية الدوائية بجسم الإنسان

تتداخل العمليات الايضية (ميتايوليزم) للاغذية والأدوية داخل جسم الانسان بصورة معقدة للغاية.  يقسم الغذاء الى 8 مجموعات أساسيه (مخبوزات- عجائن-حبوب- فاكهه- خضروات- ألبان ومنتجاتها- لحوم ومنتجاتها- زيوت ودهون) كما يقسم الدواء الى 11 مجموعة دوائية أساسية (مضادات حيوية- مركبات السلفا- طاردات الديدان - مخفضات حراره ومسكنات الم- موسعات شعب - مدرات بول - مهدئات ومخدرات - مضادات التقلص - قابضات أوعية وأنسجة- املاح معدنية وفيتامينات - هرمونات). التفاعلات الحيوية والمسارات الأيضية لكل من المجموعات السابقة الغذائية أو الدوائية تكاد تكون معلومة تماما ولكن التداخلات بين الغذاء والدواء يصعب التنبؤ بها او حصرها جميعاً لكثره عدد الاحتمالات الناتجة عن التباديل والتوافيق بين مجموعات كل من الغذاء والدواء. 
يتعرض الانسان للمركبات والمستحضرات الدوائية عن طريقين (عمدا- عن غير عمد).  الحالة الاولى تكون استنادا الى رأي الطبيب المتخصص عند المعاناة من مرض أو حالة تستدعى تجرع دواء معين بشكل صيدلي معين (شراب- حبوب- حقن- لبوسات شرجية- كبسولات...) وفى هذه الحاله فأن طول فتره التعرض للدواء أو تغيير نوع أو شكل المستحضر لا يمثلان اي خطورة على صحة المستهلك بأعتبار ان البرنامج يتم تحت اشراف طبي ووفقا لبروتوكولات عمل قياسية محكمة. الحالة الثانيه هى الاكثر خطورة حيث تصل بعض متبقيات الادوية والعقاقير البيطرية الى الاجزاء والانسجة المأكولة من الاغذية ذات الاصل الحيواني، لحوم حيوانات المزرعة- لحوم داجنة- اسماك - لبن- بيض) عن غير عمد الى المستهلك. هذه المتبقيات تصل الى غذاء الانسان نتيجه الاستخدام الخاطىء للاودية والعقاقير البيطرية واكثرها خطورة وبصفة خاصة المضادات الحيوية ومركبات السلفا والهورمونات.  تتعرض القطعان الانتاجية خلال مراحل تربيتها الى العديد من الامراض التيتستوجب التجريع بأدويه وعقاقير معينه وذلك بالأضافة الى برامج التحصينات والبرامج الوقائية الأخرى وبالتالي فأن الانسجة المأكولة الناتجه عن تلك القطعان قد تحتوي على متبقيات من تلك الأدوية والعقاقير مما يشكل خطورة على صحة مستهلكي تلك الاغذية وبالطبع تزداد حدة المخاطر عندما يتعرض لتلك الاغذية شرائح معينة من المستهلكين توصف بأنها االأكثر حساسية مثل الأطفال وكبار السن والحوامل والمرضعات وغيرهم. الأدوية والعقاقير البيطرية من مجموعتي المضادات الحيوية ومركبات السلفا ومجموعة الهورمونات هى المجموعات الأشد خطورة على صحة المستهلك حيث تعمل مركبات المضادات الحيوية والسلفا من خلال أكثر من ميكانيكية فعل حيوى على تغيير وتحوير"فلورا"  القناة الهضمية وكذلك على انتاج ونمو سلالات ميكروبية أكثر مقاومة لتلك المركبات والمستحضرات وبالتالى يظهر تأثيرها العنيف على الجسم ولا تستجيب للمعالجة بالعديد من المضادات الحيوية التى سبق وأن تعرضت لها بشكل غير عمدى. اما بالنسبة للمركبات والمستحضرات التى تتبع مجموعة الهورمونات فأنها تؤثر بشكل حاد على الاداء الوظيفى للغدد الداخلية وتؤثر على حالات الأتزان الهورمونى فى الذكور والأناث على السواء ، ونظرا لأن معظم تلك المركبات تحتوى على هورمونات أنثوية"استروجينات" ومشتقات "داى ايثايل ستلبسترول DES فأن تأثيرها السلبي غيرالمرغوب يكون أكثر عنفاً على الذكور. على الرغم من توصيات اللجان الفنية المختصة بهيئة الدستور الغذائى "الكودكس" بخطر استخدام المضادات الحيوية ومركبات السلفا والهورمونات الى الأعلأف الحيوانية المستخدمة فى تغذية القطعان الإنتاجية، إلا أن تواجد متبقيات من تلك الأدويه والعقاقير بالاغذية ذات المصدر الحيوانى يدل على الإستخدام الخاطىء لها سواء كان كان ذلك عن سوء فهم او عن سوء قصد. تتباين حدة التداخلات الغذائية الدوائية تبعاً لعوامل متعددة ولكن حدها الأدنى ينعكس سلباً على معدلات الإستفادة من الفيتامينات والأملاح المعدنية مما يؤدى إلى ظهور أعراض إكلينيكية كحالات نقص حمض الفوليك والحديد والفوسفور وفيتامين "د" وغيرها من الفيتامينات والأملاح المعدنية. 




                                                                                                         مجدي محب الدين                                                                                                             
                                                                              قسم سموم وملوثات الأغذية، المركز القومي للبحوث، مصر                                                                                              

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق