سيكولوجية اللون (Color psychology) هو مجال علمي يهدف إلى فهم تأثير اللون على
الإدراك البشري. وهو فرع من علم النفس يهدف إلى دراسة كيفية تأثير الألوان الشائعة
على السلوك البشري (التأثيرات التي تسببها الألوان على نفسية
ومزاج وعاطفة وعقل الإنسان).
الألوان المختلفة لها معاني ودلالات
وتأثيرات نفسية مميزة تختلف باختلاف الثقافات. إلى جانب الاختلافات الثقافية، يمكن
أن تؤثر التفضيلات الشخصية على سيكولوجية الألوان. تعتبر الألوان من محفزات الدماغ المهمة؛
حيث أن 80% من انطباعاتنا الحسية تأتي من نظامنا البصري. كما تشير بعض الأبحاث إلى
أن الغدة النخامية المسؤولة عن درجة حرارة الجسم، ومستوى الطاقة، أو نمط النوم، أو
التمثيل الغذائي والجنس حساسة للألوان. أي أن الألوان يمكنها أن تؤثر على حالتك
النفسية، أو مزاجك، أو طاقتك، أو حتى أنماط نومك.
تأثير الألوان على مزاجنا وتفكيرنا وسلوكياتنا
اللون عبارة عن طاقة مشعة لها طول موجي معين تقوم المستقبلات الضوئية في شبكية العين بترجمتها إلى ألوان، وتحتوي الشبكية على ثلاثة ألوان هي الأخضر والأحمر والأزرق وبقية الألوان تتكون من مزج هذه الألوان الثلاثة، وعندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم فإنها تنبه الغدة النخامية والجسم الصنوبري في الدماغ مما يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة تحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية وبالتالي السيطرة المباشرة على تفكيرنا ومزاجنا وسلوكنا.
تأثير
الألوان على الجسم من خلال رؤيتها فقط بالعين
لا تؤثر الألوان علي الجسم من خلال العين فقط بل تأثيرها ممتد لكل ما حولها لأن
للألوان تأثير حتى على مكفوفي البصر نتيجة لترددات الطاقة التي تتولد داخل
أجسامهم؛ لذلك استخدم الصينيون القدماء الألوان في علاج الأمراض كما استخدم
الفراعنة اللون فوق الأخضر داخل الأهرامات لمقاومة الجراثيم وقتل البكتريا
وبالتالي المحافظة على الموميات.
العلاج بالألوان
العلاج بالألوان (Color therapy, chromotherapy) هو أحد أشكال العلاج البديل الذي يعتمد على
استخدام الألوان، وذلك لتحسين الصحة الجسدية والعقلية، وبالتالي فهو علاج فعال
يمكن استخدامه بشكل آمن.
وهو علاج شامل يستخدم الطيف المرئي
(الألوان) للإشعاع الكهرومغناطيسي لعلاج مشكلات الصحة البدنية والعقلية المختلفة.
ويمكننا أن نرى تلميحات ممارسة هذا العلاج في العصر المصري القديم، الذي كان
يستخدم غرفًا مملوءة بالشمس ونظارات ملونة للشفاء. وفي السنوات القليلة الماضية،
اكتسب شعبية كعلاج بديل، لكن الكثيرين تخلوا عن هذا العلاج للاستخدام العلاجي.
وفقًا لطب الأيورفيدا الهندي، يمكن
لألوان معينة أن تحفز الشاكرات في الجسم وتصحح توازنها. يمكنها تحسين مزاجنا
وتحسين إفراز الهرمونات وتقليل التوتر.
وتنقسم
الألوان إلى قسمين:
الألوان الموجبة: وتمتاز بتفاعلها الحمضي وإشعاعاتها المنشطة كالأحمر في علاج فقر الدم والأكزيما (وقديمًا كانوا يلبسون الطفل ملابس حمراء عندما يصاب بمرض الحصبة) وتحت الأحمر في فقر الدم والسل، والأسود يعطي الإحساس بالإكتئاب ومثبط للشهية، والبرتقالي في علاج الإكتئاب وفتح الشهية، والأصفر في علاج أمراض الجهاز التنفسي والكبد حيث أن هذا اللون له تأثير نفسي فهو يسر النظر ويريحه قال تعالى في وصف بقرة بني إسرائيل {…صفراء فاقع لونها تسر الناظرين{69}}(سورة البقرة) . وقد أجريت بحوث عديدة في مختلف دول العالم عن الألوان فكان اللون الأصفر هو الأكثر انسجامًا مع البيئة وخصوصًا للطلبة لهذا تدهن الفصول الدراسية باللون الأصفر.
الألوان السالبة: وتمتاز بتفاعلها القلوي وتأثيرها المهدئ كالأزرق فإنه يخفض ضغط الدم وتصلب الشرايين، والنيلي ينشط الذاكرة، والبنفسجي يمنع العدوى، والبمبى مهدئ لذا يستخدم في غرف النوم كما أنه يستخدم في مراكز علاج الإدمان، والأبيض يستخدم في علاج صفراء حديثي الولادة. هذا وقد ذكر اللون الأخضر في القرآن الكريم في آيات النعيم و التي تصف حال أهل الجنة أو ما يحيط بهم من النعيم في جو رفيع من البهجة والمتعة والأمان النفسي فنجد في سورة الرحمن: {متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان{76}} وقال تعالى : {عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابًا طهورًا{21}} (سورة الإنسان).
وبحسب أحد علماء النفس: “إن تأثير اللون في الإنسان بعيد الغور وقد أجريت تجارب
متعددة بينت أن اللون يؤثر في إقدامنا وإحجامنا ويشعر الإنسان بالحرارة أو البرودة
وبالسرور والكآبة, بل يؤثر في شخصية الإنسان وفي نظرته إلى الحياة. وبسبب تأثير
اللون في أعماق النفس الإنسانية فقد أصبحت المستشفيات تستدعي الاختصاصيين لاقتراح
لون الجدران الذي يساعد أكثر في شفاء المرضى، وكذلك الملابس ذات الألوان المناسبة
وقد بينت التجارب أن اللون الأصفر يبعث النشاط في الجهاز العصبي, أما اللون
الأرجواني فيدعو إلى الاستقرار. واللون الأزرق يشعر الإنسان بالبرودة عكس الأحمر
الذي يشعره بالدفء وتوصل العلماء إلى أن اللون الذي يبعث السرور والبهجة وحب
الحياة هو اللون الأخضر. لذلك أصبح اللون المفضل في غرف العمليات الجراحية لثياب
الجراحين والممرضات.
وأذكر هنا تجربة تمت في
لندن على جسر ( بلاك فرايار) الذي يعرف بجسر الانتحار – لأن أغلب حوادث الانتحار
تتم من فوقه – حيث تم تغيير لونه الأغبر القاتم إلى اللون الأخضر الجميل مما سبب
انخفاض حوادث الانتحار بشكل ملحوظ. واللون الأخضر يريح البصر ذلك لأن الساحة
البصرية له أصغر من الساحات البصرية لباقي الألوان، كما أن طول موجته وسطى فليست
بالطويلة كاللون الأحمر وليست بالقصيرة كالأزرق. وهو لون إيجابي بنسبة 100% لذا
جعله الله من نعيم أهل الجنة.
ما هي أنواع العلاج بالألوان؟
وفقا للمعالجين بالألوان، فإن جميع
أعضائنا لديها تردد طاقة معين. تعمل الأعضاء بشكل أفضل مع مستويات معينة من
الطاقة، وأي تغييرات في مستويات التردد هذه يمكن أن تسبب المرض أو حالات مرضية
أخرى. يمكن أن يستجيب تردد الطاقة العامل للعضو إلى ألوان تردد مماثلة. ولذلك فإن
العلاج بالألوان يعيد مستويات الطاقة المناسبة لأعضاء الجسم، مثل اللون الأحمر
يمكن أن يحسن الدورة الدموية بينما الأصفر يقلل الالتهاب. فيما يلي بعض أنواع
العلاج بالألوان:
الأحمر: يصف المعالجون بالألوان اللون
الأحمر بأنه منبه للطاقة. يستخدمون ألوانًا نابضة بالحياة لتعزيز الطاقة لدى
الأشخاص المنهكين جسديًا. كما يوصون أيضًا بالعلاج باللون الأحمر لاضطرابات الدورة
الدموية والشلل والأمراض الروماتيزمية.
الأزرق: تعمل درجات اللون الأزرق
المختلفة على تحسين الحالة المزاجية ولها خاصية مهدئة لمختلف الأعضاء. يستخدم
المعالجون بالألوان اللون الأزرق لعلاج الصداع والتوتر والاكتئاب والأرق وعدم
الاستقرار العصبي وعرق النسا وغيرها من الحالات الالتهابية.
الأصفر: العلاج بالألوان الصفراء يرفع
الحالة المزاجية للشخص ويدخله إلى عالم السعادة. العلاج باللون الأصفر مفيد في
حالات القلق والتوتر وامراض الشعب الهوائية.
الأخضر: اللون المتأثر بالطبيعة مفيد
في التخلص من التوتر ويهدئ الأعصاب المتوترة على الفور.
البرتقالي: وفقًا للمعالجين
بالألوان، فإن اللون البرتقالي يحفز المشاعر السعيدة والشهية والنشاط العقلي.
ما هي التقنيات المختلفة للعلاج
بالألوان؟
يوصي الخبراء بتقنيتين للعلاج بالألوان: من خلال البصر: النظر إلى لون معين يمكن أن يثير الاستجابة المطلوبة في جسمك. عن طريق الانعكاس: يعكس الخبراء ألوانًا محددة على أجزاء الجسم لإفادة المتلقي.
يستخدم المعالجون بالألوان، الألوان الدافئة لتحفيز التأثيرات والألوان الباردة لتأثيرات مهدئة.
كيف يمكن أن يساعد العلاج بالألوان؟
يمكن أن يكون العلاج بالألوان مفيدًا
ضد مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك:
العدوانية (العصبية)، القلق والتوتر، ضغط
دم مرتفع، الإكتئاب، التهابات الجلد، اضطرابات النوم، بعض أنواع السرطان
كيف أبدأ نظام العلاج بالألوان الخاص
بي؟
على الرغم من عدم وجود إجماع حول
فوائد العلاج بالألوان، إلا أنه من غير الضار ممارسة بعض جوانبه بمفردنا. فيما يلي
بعض الطرق التي يمكنك من خلالها بدء نظام العلاج بالألوان الخاص بك:
1- تجنب الأضواء الزرقاء قبل الذهاب إلى
السرير مباشرة:
يمكن أن يؤثر الضوء الأزرق الموجود في
الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة التلفزيون بشكل عكسي على إيقاع
الساعة البيولوجية لديك، مما يقلل من جودة نومك.
2- اذهب إلى الطبيعة:
يمكن للأوراق الخضراء والعشب أن
تريحنا بشكل إيجابي وتبقينا سعداء ومحفزين.
3- اختر ألوانك بحكمة:
انتبه إلى ألوان جدران منزلك وملابسك.
الألوان المناسبة يمكن أن تثير المشاعر الإيجابية فيك.
يعتقد الكثيرون أن الفرضية القائلة بأن الألوان تثير مشاعر محددة لا تنطبق على معظم الناس، حيث أن كل فرد فريد من نوعه. تعتقد هذه المجموعة من الأشخاص أن تأثيرات الألوان قد تختلف من شخص لآخر. الألوان الهادئة والمهدئة للبعض قد تكون محبطة أو مسببة للقلق للبعض الآخر. ومع ذلك، منذ العقود القليلة الماضية، اكتسب العلاج بالألوان زخمًا لتعزيز الصحة البدنية والعقلية، حيث يوفر فوائد مثل:
1- تخفيف التوتر:
الألوان مثل الأزرق والأخضر يمكن أن
يكون لها تأثير مهدئ على الأشخاص المتوترين أو القلقين
2- معزز للشهية:
يمكن للألوان الدافئة والمحفزة أن
تعزز شهيتك عندما لا ترغب في تناول أي شيء.
3- الحزن أو الاضطراب العاطفي الموسمي:
خلال فصل الشتاء، قد يعاني الأشخاص من
الاضطراب العاطفي الموسمي بسبب قلة ضوء الشمس. العلاج بالضوء الساطع يمكن أن يفيد
ويحسن مزاجك.
4- معزز الطاقة الخاص بك:
الألوان مثل الأحمر والأصفر يمكن أن
تعزز مستويات الطاقة لديك وتزيد من التحفيز.
نظرًا لعدم وجود عيوب مثبتة لهذا
العلاج، يمكنك البدء بنظامك الغذائي لتجربة الفرق.