السبت، 25 نوفمبر 2023

صحة نفسية - سيكولوجية اللون

"أثبتت الدراسات النفسية لعلماء النفس أن الألوان ليست مُجرد موجات وأهتزازات ضوئية فقط، بل لها تأثير كبير يصل إلى أعماق النفس البشرية، فمنها إيجابي يعبر عن الراحة والحب والفرح والطمأنينة، ومنها السلبي الذي يُثير مشاعر القلق والاضطراب والحزن".

سيكولوجية اللون (Color psychology) هو مجال علمي يهدف إلى فهم تأثير اللون على الإدراك البشري. وهو فرع من علم النفس يهدف إلى دراسة كيفية تأثير الألوان الشائعة على السلوك البشري (التأثيرات التي تسببها الألوان على نفسية ومزاج وعاطفة وعقل الإنسان).

الألوان المختلفة لها معاني ودلالات وتأثيرات نفسية مميزة تختلف باختلاف الثقافات. إلى جانب الاختلافات الثقافية، يمكن أن تؤثر التفضيلات الشخصية على سيكولوجية الألوان. تعتبر الألوان من محفزات الدماغ المهمة؛ حيث أن 80% من انطباعاتنا الحسية تأتي من نظامنا البصري. كما تشير بعض الأبحاث إلى أن الغدة النخامية المسؤولة عن درجة حرارة الجسم، ومستوى الطاقة، أو نمط النوم، أو التمثيل الغذائي والجنس حساسة للألوان. أي أن الألوان يمكنها أن تؤثر على حالتك النفسية، أو مزاجك، أو طاقتك، أو حتى أنماط نومك.

تأثير الألوان على مزاجنا وتفكيرنا وسلوكياتنا

 اللون عبارة عن طاقة مشعة لها طول موجي معين تقوم المستقبلات الضوئية في شبكية العين بترجمتها إلى ألوان، وتحتوي الشبكية على ثلاثة ألوان هي الأخضر والأحمر والأزرق وبقية الألوان تتكون من مزج هذه الألوان الثلاثة، وعندما تدخل طاقة الضوء إلى الجسم فإنها تنبه الغدة النخامية والجسم الصنوبري في الدماغ مما يؤدي إلى إفراز هرمونات معينة تحدث مجموعة من العمليات الفسيولوجية وبالتالي السيطرة المباشرة على تفكيرنا ومزاجنا وسلوكنا.

تأثير الألوان على الجسم من خلال رؤيتها فقط بالعين

لا تؤثر الألوان علي الجسم من خلال العين فقط بل تأثيرها ممتد لكل ما حولها لأن للألوان تأثير حتى على مكفوفي البصر نتيجة لترددات الطاقة التي تتولد داخل أجسامهم؛  لذلك استخدم الصينيون القدماء الألوان في علاج الأمراض كما استخدم الفراعنة اللون فوق الأخضر داخل الأهرامات لمقاومة الجراثيم وقتل البكتريا وبالتالي المحافظة على الموميات.

العلاج بالألوان

العلاج بالألوان (Color therapy, chromotherapy) هو أحد أشكال العلاج البديل الذي يعتمد على استخدام الألوان، وذلك لتحسين الصحة الجسدية والعقلية، وبالتالي فهو علاج فعال يمكن استخدامه بشكل آمن.

وهو علاج شامل يستخدم الطيف المرئي (الألوان) للإشعاع الكهرومغناطيسي لعلاج مشكلات الصحة البدنية والعقلية المختلفة. ويمكننا أن نرى تلميحات ممارسة هذا العلاج في العصر المصري القديم، الذي كان يستخدم غرفًا مملوءة بالشمس ونظارات ملونة للشفاء. وفي السنوات القليلة الماضية، اكتسب شعبية كعلاج بديل، لكن الكثيرين تخلوا عن هذا العلاج للاستخدام العلاجي.

وفقًا لطب الأيورفيدا الهندي، يمكن لألوان معينة أن تحفز الشاكرات في الجسم وتصحح توازنها. يمكنها تحسين مزاجنا وتحسين إفراز الهرمونات وتقليل التوتر.

وتنقسم الألوان إلى قسمين:

الألوان الموجبة: وتمتاز بتفاعلها الحمضي وإشعاعاتها المنشطة كالأحمر في علاج فقر الدم والأكزيما (وقديمًا كانوا يلبسون الطفل ملابس حمراء عندما يصاب بمرض الحصبة) وتحت الأحمر في فقر الدم والسل، والأسود يعطي الإحساس بالإكتئاب ومثبط للشهية، والبرتقالي في علاج الإكتئاب وفتح الشهية، والأصفر في علاج أمراض الجهاز التنفسي والكبد حيث أن هذا اللون له تأثير نفسي فهو يسر النظر ويريحه قال تعالى في وصف بقرة بني إسرائيل {…صفراء فاقع لونها تسر الناظرين{69}}(سورة البقرة) . وقد أجريت بحوث عديدة في مختلف دول العالم عن الألوان فكان اللون الأصفر هو الأكثر انسجامًا مع البيئة وخصوصًا للطلبة لهذا تدهن الفصول الدراسية باللون الأصفر.

الألوان السالبة: وتمتاز بتفاعلها القلوي وتأثيرها المهدئ كالأزرق فإنه يخفض ضغط الدم وتصلب الشرايين، والنيلي ينشط الذاكرة، والبنفسجي يمنع العدوى، والبمبى مهدئ لذا يستخدم في غرف النوم  كما أنه  يستخدم في مراكز علاج الإدمان، والأبيض يستخدم في علاج صفراء حديثي الولادة. هذا وقد ذكر اللون الأخضر في القرآن الكريم في آيات النعيم و التي تصف حال أهل الجنة أو ما يحيط بهم من النعيم في جو رفيع من البهجة والمتعة والأمان النفسي فنجد في سورة الرحمن: {متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان{76}} وقال تعالى : {عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابًا طهورًا{21}} (سورة الإنسان).

وبحسب أحد علماء النفس: “إن تأثير اللون في الإنسان بعيد الغور وقد أجريت تجارب متعددة بينت أن اللون يؤثر في إقدامنا وإحجامنا ويشعر الإنسان بالحرارة أو البرودة وبالسرور والكآبة, بل يؤثر في شخصية الإنسان وفي نظرته إلى الحياة. وبسبب تأثير اللون في أعماق النفس الإنسانية فقد أصبحت المستشفيات تستدعي الاختصاصيين لاقتراح لون الجدران الذي يساعد أكثر في شفاء المرضى، وكذلك الملابس ذات الألوان المناسبة وقد بينت التجارب أن اللون الأصفر يبعث النشاط في الجهاز العصبي, أما اللون الأرجواني فيدعو إلى الاستقرار. واللون الأزرق يشعر الإنسان بالبرودة عكس الأحمر الذي يشعره بالدفء وتوصل العلماء إلى أن اللون الذي يبعث السرور والبهجة وحب الحياة هو اللون الأخضر. لذلك أصبح اللون المفضل في غرف العمليات الجراحية لثياب الجراحين والممرضات.

وأذكر هنا تجربة تمت في لندن على جسر ( بلاك فرايار) الذي يعرف بجسر الانتحار – لأن أغلب حوادث الانتحار تتم من فوقه – حيث تم تغيير لونه الأغبر القاتم إلى اللون الأخضر الجميل مما سبب انخفاض حوادث الانتحار بشكل ملحوظ. واللون الأخضر يريح البصر ذلك لأن الساحة البصرية له أصغر من الساحات البصرية لباقي الألوان، كما أن طول موجته وسطى فليست بالطويلة كاللون الأحمر وليست بالقصيرة كالأزرق. وهو لون إيجابي بنسبة 100% لذا جعله الله من نعيم أهل الجنة.

ما هي أنواع العلاج بالألوان؟

وفقا للمعالجين بالألوان، فإن جميع أعضائنا لديها تردد طاقة معين. تعمل الأعضاء بشكل أفضل مع مستويات معينة من الطاقة، وأي تغييرات في مستويات التردد هذه يمكن أن تسبب المرض أو حالات مرضية أخرى. يمكن أن يستجيب تردد الطاقة العامل للعضو إلى ألوان تردد مماثلة. ولذلك فإن العلاج بالألوان يعيد مستويات الطاقة المناسبة لأعضاء الجسم، مثل اللون الأحمر يمكن أن يحسن الدورة الدموية بينما الأصفر يقلل الالتهاب. فيما يلي بعض أنواع العلاج بالألوان:

الأحمر: يصف المعالجون بالألوان اللون الأحمر بأنه منبه للطاقة. يستخدمون ألوانًا نابضة بالحياة لتعزيز الطاقة لدى الأشخاص المنهكين جسديًا. كما يوصون أيضًا بالعلاج باللون الأحمر لاضطرابات الدورة الدموية والشلل والأمراض الروماتيزمية.

الأزرق: تعمل درجات اللون الأزرق المختلفة على تحسين الحالة المزاجية ولها خاصية مهدئة لمختلف الأعضاء. يستخدم المعالجون بالألوان اللون الأزرق لعلاج الصداع والتوتر والاكتئاب والأرق وعدم الاستقرار العصبي وعرق النسا وغيرها من الحالات الالتهابية.

الأصفر: العلاج بالألوان الصفراء يرفع الحالة المزاجية للشخص ويدخله إلى عالم السعادة. العلاج باللون الأصفر مفيد في حالات القلق والتوتر وامراض الشعب الهوائية.

الأخضر: اللون المتأثر بالطبيعة مفيد في التخلص من التوتر ويهدئ الأعصاب المتوترة على الفور.

البرتقالي: وفقًا للمعالجين بالألوان، فإن اللون البرتقالي يحفز المشاعر السعيدة والشهية والنشاط العقلي.

ما هي التقنيات المختلفة للعلاج بالألوان؟

يوصي الخبراء بتقنيتين للعلاج بالألوان: من خلال البصر: النظر إلى لون معين يمكن أن يثير الاستجابة المطلوبة في جسمك. عن طريق الانعكاس: يعكس الخبراء ألوانًا محددة على أجزاء الجسم لإفادة المتلقي.

يستخدم المعالجون بالألوان، الألوان الدافئة لتحفيز التأثيرات والألوان الباردة لتأثيرات مهدئة.

كيف يمكن أن يساعد العلاج بالألوان؟

يمكن أن يكون العلاج بالألوان مفيدًا ضد مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك:

العدوانية (العصبية)، القلق والتوتر، ضغط دم مرتفع، الإكتئاب، التهابات الجلد، اضطرابات النوم، بعض أنواع السرطان

كيف أبدأ نظام العلاج بالألوان الخاص بي؟

على الرغم من عدم وجود إجماع حول فوائد العلاج بالألوان، إلا أنه من غير الضار ممارسة بعض جوانبه بمفردنا. فيما يلي بعض الطرق التي يمكنك من خلالها بدء نظام العلاج بالألوان الخاص بك:

1- تجنب الأضواء الزرقاء قبل الذهاب إلى السرير مباشرة:

يمكن أن يؤثر الضوء الأزرق الموجود في الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة التلفزيون بشكل عكسي على إيقاع الساعة البيولوجية لديك، مما يقلل من جودة نومك.

2- اذهب إلى الطبيعة:

يمكن للأوراق الخضراء والعشب أن تريحنا بشكل إيجابي وتبقينا سعداء ومحفزين.

3- اختر ألوانك بحكمة:

انتبه إلى ألوان جدران منزلك وملابسك. الألوان المناسبة يمكن أن تثير المشاعر الإيجابية فيك.

يعتقد الكثيرون أن الفرضية القائلة بأن الألوان تثير مشاعر محددة لا تنطبق على معظم الناس، حيث أن كل فرد فريد من نوعه. تعتقد هذه المجموعة من الأشخاص أن تأثيرات الألوان قد تختلف من شخص لآخر. الألوان الهادئة والمهدئة للبعض قد تكون محبطة أو مسببة للقلق للبعض الآخر. ومع ذلك، منذ العقود القليلة الماضية، اكتسب العلاج بالألوان زخمًا لتعزيز الصحة البدنية والعقلية، حيث يوفر فوائد مثل:

1- تخفيف التوتر:

الألوان مثل الأزرق والأخضر يمكن أن يكون لها تأثير مهدئ على الأشخاص المتوترين أو القلقين

2- معزز للشهية:

يمكن للألوان الدافئة والمحفزة أن تعزز شهيتك عندما لا ترغب في تناول أي شيء.

3- الحزن أو الاضطراب العاطفي الموسمي:

خلال فصل الشتاء، قد يعاني الأشخاص من الاضطراب العاطفي الموسمي بسبب قلة ضوء الشمس. العلاج بالضوء الساطع يمكن أن يفيد ويحسن مزاجك.

4- معزز الطاقة الخاص بك:

الألوان مثل الأحمر والأصفر يمكن أن تعزز مستويات الطاقة لديك وتزيد من التحفيز.

نظرًا لعدم وجود عيوب مثبتة لهذا العلاج، يمكنك البدء بنظامك الغذائي لتجربة الفرق.

 

الاثنين، 11 سبتمبر 2023

فيتامين أ

فيتامين (أ) هو اسم لمجموعة من الرويتنويدات الذائبة في الدهون مثل الريتينول والريتينال وحمض الريتينويك واسترات الرتينيل والتي تلعب دورا مهما في الرؤية، نمو العظم، الإنجاب، الانقسام الخلوي، والتفاضل الخلوي (و الذي تصبح بواسطته خلية جزء من الدماغ، أو عضلة، أو الرئتين، الخ.). يساعد فيتامين أي على تنظيم نظام المناعة، الذي يساعد على منع أَو صد الإصابات وذلك بإنتاج خلايا الدم البيضاء التي تحطم البكتيريا والفيروسات الضارة. فيتامين أي أيضا تساعد الخلايا اللمفية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، على محاربة الالتهابات بكفاءة أفضل. وهذه المجموعة توجد في الأغذية الحيوانية مثل اللبن واللحوم والأسماك والزبادي. وتوجد مجموعة أخرى من صور فيتامين (أ) حيث توجد في الأغذية النباتية وتسمى الكاروتينات وهي الألفا كاروتين والبيتا كاروتين. وهي عبارة عن صبغات يقوم الجسم بتحويلها إلى فيتامين (أ) أو الشكل الفعال وهو الرويتينويدات ويشارك فيتامين (أ) في العديد من وظائف الجسم مثل المناعة والنظر والتواصل الخلوي ويلعب دوراً فعالاً في الحفاظ على القلب والرئتين والكليتين والأعضاء الأخرى. وهو أحد الفيتامينات التي يقوم الجسم بتخزينها, لذلك الجسم ليس في حاجة إليها بشكل يومي.




وظائف فيتامين (أ)
يدخل فيتامين (أ) في العديد من وظائف الجسم مثل:
1- تحسين عملية الرؤية بما فيها الوقاية من أمراض الشبكية
2- تعزيز الجهاز المناعي بالجسم
3- الوقاية من الالتهابات
4- تدعيم نمو خلايا الجسم
5- تعزيز الأداء التناسلي للذكور والإناث
6- يلعب دوراً هاماً في الأيض الطبيعي للعظام

أعراض نقصه 
1- انخفاض القدرة على الرؤية
2- جفاف والتهاب العين
3- مشاكل بالعظام والأسنان عند الأطفال
4- فقد الشعر
5- ضعف الشهية
6- الالتهابات المتكررة
7- مشاكل جلدية


ماهي الكاروتينات وماأهميتها  ؟ 


الكاروتينات هي النوع الثاني من فيتامين (أ) والذي يتحول داخل جسم الإنسان إلى فيتامين (أ) أو الشكل الروتينيودي, ومن بين أكثر من 600 نوع من الكاروتينات التي تم التعرف عليها, فإن ثلاثة أشكال فقط منها يمكن أن تتحول إلى فيتامين (أ), وهي ألفا كاروتين وبيتا كاروتين وبيتا كريبتو زانثين. وهي توجد في الكثير من الأغذية النباتية, وتكمن أهميتها في هذه النقاط:

1- تعويض النقص في فيتامين (أ)
2- مضاد للأكسدة والالتهابات ويعزز عمل الجهاز المناعي
3- تحسين التواصل بين الخلايا في الجسم


المصادر الغذائية .. 
البطاطا الحلوة 
النعناع 
الجزر 
السبانخ 
الكوسة 
الخس 
الطماطم 
الفاصوليا الخضراء 
الكانتالوب ( الشمام ) 
الجريب فروت

الجمعة، 29 مايو 2020

متى عليك أن تأكل لإدارة وزنك ؟

 

يتم تحديد التوازن بين زيادة الوزن وفقدان الوزن في الغالب من خلال ما تأكله ، وكمية الطعام التي تتناولها ، ومقدار التمرين الذي تمارسه. ولكن غالبًا ما يتم إهمال عامل مهم آخر ... تم نشره في 27 فبراير في مجلة PLOS Biology  من خلال البحث الذي أجراه كيفين كيلي وأوين ماكجينيس وكارل جونسون وزملاؤه في جامعة فاندربيلت بالولايات المتحدة الأمريكية أنه ليس فقط "عدد" السعرات الحرارية التي تتناولها ولكن "متى" تأكلها ستحدد مدى حرق تلك السعرات الحرارية.

تنظم ساعتك البيولوجية اليومية ونومك كيفية استقلاب الطعام الذي تتناوله ؛ وبالتالي فإن اختيار حرق الدهون أو الكربوهيدرات يتغير حسب وقت النهار أو الليل. نظم الإيقاع اليومي لجسمك مبرمجة لحرق الدهون عند النوم ، لذلك عند تخطي وجبة الإفطار ثم تناول وجبة خفيفة في الليل ، يمكنك تأخير حرق الدهون.












راقب الباحثون عملية التمثيل الغذائي للأشخاص في منتصف العمر وكبار السن في غرفة الجهاز التنفسي في غرفة على مدار جلستين منفصلتين لمدة 56 ساعة ، وذلك باستخدام تصميم تجريبي "العبور العشوائي". في كل جلسة ، تم تقديم الغداء والعشاء في نفس الوقت (12:30 و 17:45 ، على التوالي) ، لكن توقيت الوجبة الثالثة اختلف بين نصفي الدراسة. وهكذا في إحدى نوبات 56 ساعة ، تم تقديم الوجبة اليومية الإضافية كوجبة إفطار (8:00) ، بينما في الجلسة الأخرى ، تم تقديم وجبة معادلة غذائيًا لنفس المواد مثل وجبة خفيفة في وقت متأخر من المساء (22:00) . كانت مدة صيام الليل هي نفسها لكلتا الجلستين.

في حين أن الجلستين لم تختلف في كمية أو نوع الطعام الذي يتم تناوله أو في مستويات نشاط الأشخاص ، فإن التوقيت اليومي لتوافر المغذيات ، إلى جانب التحكم في الساعة / النوم في عملية التمثيل الغذائي ، عكس التبديل في تفضيل الأشخاص / الدهون / الكربوهيدرات بحيث أن تناول وجبة خفيفة في وقت متأخر من المساء أدى إلى حرق أقل للدهون مقارنة بجلسة الإفطار. وبالتالي فإن توقيت الوجبات خلال دورة النهار / الليل يؤثر على مدى استخدام الطعام المبتلع مقابل المخزن.

هذه الدراسة لها آثار مهمة على عادات الأكل ، مما يشير إلى أن الصيام اليومي بين وجبة المساء ووجبة الإفطار سيحسن إدارة الوزن.

Source

الاثنين، 20 أبريل 2020

تاريخ فايروس كورونا


انتشرت العديد من الأوبئة في العقد الأخير، أي في الفترة من 2010 ولغاية العام 2020، مثل الكوليرا والتي انتشرت في هايتي 2010 وكان أبرزها أنواع جديدة من الإنفلونزا، مثل كورونا الشرق الأوسط وإنفلونزا الخنازير، وسبقهما في العقد السابق إنفلونزا الطيور 2003 وسبقه فيروس سارس  2002وتفشت في العقد الأخير أيضا أوبئة أخرى، لعل أكثرها خطورة كان فيروس إيبولا 2013، الذي انتشر في عدد من الدول الأفريقية، وفيروس زيكا الذي انتشر في أميركا الجنوبية.



وفايروس كورونا الذي ليس أول مرة يضرب البشرية بل في الحقيقة هذه ثالث مرة وهو أحد الفيروسات التي تهاجم الجهاز التنفسي للإنسان ومن خلال الدراسات التي تم جمعها تم اكتشاف بعض إصابات بالقلب والكبد والجهاز الهضمي والإسهال أي أنه لا يقتصر الفايروس على إصابة الرئتين رغم أنها الواجهة الرئيسية للفايروس والذي يؤدي للوفاة عادة هو الخلل بالرئتين سواء أكانت الإصابة بالفايروس لوحده أم مع جرثومة أخرى.
أول تفشي لفايروس كورونا كان في العام 2002 والذي تمثلت الجائحة في وباء السارس أو مايعرف ب المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة  Sever Acute Respiratory Syndrome  وتأثيره كان على الحويصلات الرئوية التي تدخل الأكسجين حيث أنه يدمرها بالتالي يختنق الإنسان. أصاب السارس 8 آلاف من البشر وبدأ أيضا ً في الصين حيث بلغ عدد الإصابات فيها ل 5327 وعدد الوفيات 349 ونسبة الوفيات بالمئوية كانت 7 أي 7% وفيات. وكورونا الحالي بالصين وصلت نسبة الوفيات ل 4.1 % وانتشر السارس أيضا ل 29 دولة وكانت نسبة الإصابات حوالي 2769 حالة إصابة ونسبة الوفيات خارج الصين كانت %16.4  .
الجائحة الثانية لفايروس كورونا كانت في العام 2012 وسمي ب MERS اختصارا ً لـ  Middle East Respiratory Syndrome متلازمة الشرق الأوسط التنفسية وسبب التسمية بالطبع أولا ً لانتشارها في الوطن العربي حيث كان ظهور أول حالة مصابة ب ميرس بالسعودية  ومن ثم انتشرت إلى دول أخرى خارج وداخل الشرق الأوسط ولذا سمي بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ، ووصلت الحالات المصابة بالسعودية فقط لـ 1030 حالة ونسبة الوفيات 44 % وبقية الحالات بالعالم وصلت إلى 300 حالة بين دول داخل الشرق الأوسط ومنها السعودية والإمارات وإيران وسلطنة عمان والأردن ومصر والجزائر وتونس ودول خارج الشرق الأسط ومنها كوريا الجنوبية وماليزيا وإندونيسيا والفلبين وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا واليونان وأمريكا الشمالية.
فايروس كورونا الأول أصاب 29 دولة ، بداية ظهوره كانت الصين ، فايروس كورونا الثاني أصاب 25 دولة وبدأ في السعودية ، وفايروس كورونا الثالث وهو مانواجهه الآن كوفيد 19 والذي تم اكتشافه في 18 ديسمبر 2019 وبدأ ظهوره في الصين. 
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يتوقع العلماء ظهور فايروس كورونا وللمرة الثالثة بعد أن ظهوره المرات الأولى ولم لم يتوقعوا أن يكون كارثيا ً؟ أين الخطأ.
من خلال مراجعاتي حول فايروس كورونا خصوصا ً كورونا الأول والثالث أي فيروس جائحة 2002 وفيروس جائحة 2020 لاحظت التشابه الكبير بينهما من حيث أولا ً استهدافه لحويصلات التنفس بالرئة وظهور الحمى وهي أحد الأعراض وتتميز بكونها العرض الرئيسي ثم السعال الجاف كعرض ثانوي  ثم التعب و آلام العضلات كعرض ثالث وضيق النفس أيضا ً كما أنه عند عمل التصوير الطبقي المحوري تظهر مناطق عاتمة في رئتي المصابين.
من خلال التشابه الكبير الذي تلاحظه بين الجائحتين من حيث مصدر العدوى وتشابه أعراضهما تلاحظ أنك أمام سيناريو متكرر ومن هنا تدرك أن اتجاه العلماء وقتها كان مابين إيجاد لقاح او علاج، اللقاح لغير المصابين والعلاج للمصابين بينما الحقيقة أن علاج المشكلة يكون بعلاج السبب وليس الاعراض. 
وبالتأكيد لن يكون كوفيد 19 نهاية البشرية لأنه رغم عدد الوفيات التي نراها كل يوم إلا أنها تبقى معدلات صغيرة مقارنة بالأرقام في العصور الوسطي والقديمة. كما أن كوفيد 19 لن يكون آخر الفيروسات أو المسببات للأوبئة، إلا أنه مع نمو الاقتصادات تتحسن أساليب النظافة الأساسية ويتقدم مستوى الرعاية الصحية وأصبحت الأدوية أفضل وبإمكان الناس الحصول عليها وعلى الرغم من أن نظام الاستجابة العالمي ليس مثالياً إلا أنه يوجد تقدم كبير في اكتشاف الأمراض والحد من انتشارها.

الثلاثاء، 14 أبريل 2020

الأوبئة عبر التاريخ


الوباء ليس بموضوع جديد على العالم في العصرالحديث فقد فتكت بالعالم أوبئة منذ القدم وأودت بحياة الملايين من البشر ولا يكاد أحد منا لا يعرف عن الموت الأسود أو الطاعون والذي أتى على أوروبا وأفنى حياة مئات الملايين من الناس والحقيقة أن الأوبئة مازالت موجودة حتى يومنا هذا.
انتشر الطاعون  منذ القدم وحصد ملايين الأرواح، وفي زمن الفتوحات الإسلامية انتشر في بلاد الشام وراح ضحيته الآلاف من المجاهدين المسلمين في مقدمتهم القائد "أبو عبيدة عامر بن الجراح" وكان الطاعون السبب الذي أودى بحياة ملك فرنسا "لويس التاسع" وللطاعون أيضا ً مسميات كالطاعون الأنطوني وطاعون جستنيان والطاعون الأسود وطاعون لندن العظيم وطاعون مدينة مرسيليا الفرنسية العظيم وطاعون منشوريا ، وكان المسبب له هو بكتيريا عصوية تسمى ب Yersinia pests .
وكل مايحدث من أوبئة تسببها كائنات دقيقة لا ترى بعين الإنسان ولا يدركها وذلك لأن تردد الأشياء إما يكون أقل من 400 انجستروم أو أعلى من 700 انجستروم لأن عين الإنسان تستطيع أن ترى بين هذا المجال مابين 400 – 700 انجستروم، أو لا تستطيع عين الإنسان إدراكها لتناهيها ودقتها في الصغر. و ما لا تبصره عين الإنسان عالم كبير جدا ً.
وفي العصر الحديث انتشرت عدة أوبئة منها الحمى الصفراء، الكوليرا، إيبولا، الإيدز، انفلونزا الخنازير، انفلونزا الطيور، والانفلونزا الإسبانية  حيث سببت الجائحة التي انتشرت في عام 1918 والمسبب لهذه الإنفلونزا كان فايروس H1N1 .
تفشت الإنفلونزا الإسبانية في أوروبا في نهاية الحرب العالمية الأولى حيث عاد الجنود إلى مواطنهم جالبين معهم الفيروس لمجتمعات لم تأخذ أي احتياطات. ورغم انتشار هذا الوباء في زمن ما قبل السفر جوا ً كان الوباء قد انتشر إلى جميع أنحاء العالم تقريبا ًخلال ستة إلى تسعة أشهر.
أصابت هذا الجائحة ثلث البشرية مما يعني 500 مليون انسان مصاب في ذلك الوقت ونسبة الوفيات كانت بين 10 إلى 20 % يعني 50 مليون انسان قتل بسبب هذا الفايروس هذا في حال كانت نسبة الوفيات 10 % لأن الدراسات اختلفت في تحديد النسبة بالضبط لكن اتفقت أنها ما بين 10 و20 بالمائة وذلك يعني انه 100 مليون حالة وفاة في عام 1918 في حال كانت نسبة الوفيات 20%. 
تميزت جائحة الإنفلونزا الإسبانية أنها كانت تصيب الأطفال تحت ال 5 سنوات والمسنين فوق 65 عام. وأيضا لاحظ العلماء أنه فيه نسبة وفيات بين فئة من الشباب تترواح أعمارهم بين 20 – 40 كما هو الحال مع وباء كورونا الحالي.
لذلك مُثلت الجائحة بحرف W  أي فيه قمة عالية عند الأطفال وقمة عالية عند كبار السن وقمة عالية والتي هي بالوسط فئة الشباب الذين أعمارهم بين 20 و 40 عام. أي الذين بين 40 و 65 سنة كانت إصابتهم قليلة والذين أعمارهم مافوق 5 إلى 20 سنة أيضا ً كانت إصابتهم قليلة. 


السؤال هنا هو لماذا فئة الشباب أصيبت في هذه الجائحة (جائحة 1918- الإنفلونزا الأسبانية) حيث أنه من المعروف أن الأطفال دون ال 5 سنوات وكبار السن لديهم مناعة ضعيفة.
أجابت أحد الأبحاث على هذا السؤال والتي تقول أن هذا الفايروس يسبب خللا ً في السايتوكينات  أي حاثات الخلايا (الخلايا المناعية) حيث أن ( سايتو – خلية – كين – حاث ). مثلا لدينا المركب الانترفيرون وهو لديه عدة أنواع الفا وبيتا وجاما، وظيفة هذه المركبات تحث الخلايا المناعية على الاستجابة المناعية.
لوحظ أن فايروس الإنفلونزا الأسبانية H1N1 يحدث خلل في السايتوكينات مما يحدث خلل في النظام المناعي وبالتالي يحدث ما يسمى بـ ( Super Infection  ) وهي عبارة عن إصابة أو عدوى بكتيرية ترافق الإصابة بفيروس الإنفلونزا الأسبانية. ووُجد أن ثلث الوفيات والتي تراوحت إجمالا ً في ذلك الوقت مابين 50 مليون إلى 100 مليون  كان السبب الرئيس للوفيات في فئة الشباب كان بسبب العدوى الثانوية أي العدوى الجرثومية والتي كان مسببها بكتيريا ال Streptococcus pneumonia وهي ما تعرف باسم المكورات العقدية الرئوية وهي التي تسبب ذات الرئة ( التهاب رئوي). أي كانت الرئة مكان تجمع الفايروس والجرثومة.
مع تطور الطب ومجال الرعاية الصحية ووسائل نشر المعلومات والتثقيف في عصرنا الحديث أصبحت معدلات الشفاء من الأمراض والأوبئة أفضل بكثير مقارنة بخطورة تفشي الأوبئة في العصور الوسطى، ومما يجعل من فايروس الوباء الحالي خطرا ًهو معدل سرعة انتشاره، فهو ينتشر في العالم كالنار تنتشر في الهشيم وبالتزامنا بالإجراءات الوقائية والاحترازية سوف ننتهي من هذ الأزمة بوقت أقصر من المتوقع بإذن الله.