الثلاثاء، 9 فبراير 2016

لا تجعل غذائك محطة نقل للجراثيم ..


        جرثومة الإيشيريشيا كولاي  E.coli O157:H7

                                         
سلالة من البكتيريا تسبب أمراض خطيرة، وتتواجد في أمعاء الثدييات ومنها الإنسان.
تظهر أعراض الإصابة بها بعد التقاطها من المصدر الملوث بها كالماء غير الصحي أو منتجات الألبان ومشتقاتها غير المعاملة حرارياً أو اللحوم غير المطهية جيداً أو نقل العدوى من شخص مصاب إلى طعام مطهو جيداً من خلال  تعامله غير النظيف مع الأطعمة أي عدم الإهتمام بغسل اليدين جيداً وخاصة بعد الإنتهاء من الحمام.  
بعض الأشخاص لاتظهر عليهم أعراض الإصابة بها ولكنهم يعتبرون  مسؤولون عن إنتشارها بين الناس. من أعراض الإصابة بها ارتفاع درجة الحرارة وآلام ومغص في الأمعاء وإسهال مدمم نتيجة حدوث التهابات في الأمعاء أو بول مدمم نتيجة حدوث التهابات في الكلى. وقد تؤدي الإصابة بها إلى حدوث الفشل الكلوي عند الأطفال اللذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات كما المسنين أيضاً .

كيف نحد من انتشار هذه الجرثومة..!!
تعتبر اليدين الناقل الأول لأغلب مسببات الأمراض لذا يجب الإهتمام بنظافتهما جيداً والإهتمام بغسلهما بعد الخروج من الحمام وبعد تغيير حفاظات الأطفال وبعد تناول اللحوم الحمراء والدواجن أو التعامل معها وقبل تناول أو التعامل مع مختلف الأغذية.

الإهتمام بتنظيف وتطهير الأسطح  وجميع محتويات الحمام وخاصة عندما يستخدمها شخص مصاب بالجرثومة ،الإهتمام بتطهير ونظافة لعب الأطفال، وطبخ اللحوم المفرومة والهامبرجر جيداً بحرارة لاتقل عن 70 درجة مئوية ويفضل استخدام ترمومتر لقياس درجة حرارة الأطعمة داخلياً. إذا كنت من محبي أطعمة المطاعم فتاكد من لون قطعة اللحم أو الهامبرجر، ففي حالة إحتوائها على اللون الوردي ترجع لطبخها من جديد.
شرب العصائر و الألبان ومنتجاتها المعاملة حراريا ً فقط، يجب عدم تكليف الأشخاص المصابون بالإسهال عن تحضير وتقديم الغذاء، وعند تحضير الطعام يجب الفصل بين الألواح المستخدمة في التقطيع، فلكل نوع معين يجب أن يكون له لوح تقطيع خاص به، مثل اللحوم والخضار لايجب أن يشتركا في لوح تقطيع واحد، كما يجب غسلها بعد استخدامها بالماء الدافئ والصابون.
أخيرا ً وليس بآخراً اجعل النظافة و الوقاية والإهتمام الكافي بسلامة الغذاء من العادات الجيدة التي تميزك عن غيرك خصوصاً في مثل هكذا أزمات تمر بها البلاد. 

الاثنين، 8 فبراير 2016

الإمساك بين الممارسات السيئة والإهمال الغذائي

من أكثر الحالات شيوعا ًوالتي صادفتني أثناء عملي هي حالات الإمساك وسوء الهضم، تعددت الشكاوى بين مختلف الأعمار ومابين حالات إمساك مزمن وبين نوبات متكررة، لكن ما لحظته فعلاً هو عدد حالات الإمساك عند الأطفال واللذين لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات.
يعتبر الإمساك أحد المشاكل الصحية الكبرى والمميزة لهذا العصر نظرا ً لشيوع ممارسة عادات غذائية خاطئة. وما يخيفني في هذه المشكلة هو عدم اكتراث الأغلبية لما قد تسببه من عواقب غير حميدة ، وأمراض قد لا تشفى إلا بالجراحة بل وقد وصل الحال إلى عدم معرفة الشخص نفسه بإصابته بتلك المشكلة.
ما هو الإمساك؟ وكيف يحدث ؟ وهل توجد علاقة بين عدد مرات التغوط وبين الإمساك؟ هل باستطاعتي تمييز ما إذا كنت مصابا ً بالإمساك من خلال نوعية البراز؟ ولماذا أصبح الإمساك شائعا ً جدا في هذا العصر؟ والعديد من الأسئلة غيرها فيما يخص حالات الإمساك سوف يناقشها هذا المقال.
العجز عن طرح البراز خارج الجسم أو صعوبة ذلك بسبب جفافه أو قساوته مما يسبب الألم أو الإنزعاج أثناء التغوط يعرف بالإمساك.
تقول بعض المراجع القديمة أن من يتغوط بمقدار ثلاث مرات أو أقل في الأسبوع الواحد يعتبر مصابا ً بالإمساك، ولكن هناك الكثير من الحالات التي تتغوط بمعدل ثلاث مرات بالأسبوع ولكن العملية تكون مريحة ولا تسبب أي شعور بالألم أو الإنزعاج وبالتالي فهم لايعانون من الإمساك فعلا ً.
نستنتج من ذلك أن الإمساك يحدث عند صعوبة عملية الإخراج أو الإحساس بالألم أثناء عملية التغوط، إذن فالإمساك هو قلة عدد مرات التبرز إضافة إلى صلابة وجفاف البراز.
لكن السؤال هو كيف يصبح البراز قاسيا ً؟ النتيجة في ذلك تتخلص في عدة نقاط أو أسباب، أهمها هو عدم شرب الماء أو سوائل كافية لتطري البراز، إضافة إلى نوعية الغذاء السيئة والتي قد تحتوي على نسبة قليلة جدا ً من الألياف أو ربما قد تعدم نهائيا ً.
ولا نغفل عن ذكر ممارسة سيئة جدا ً وهي عدم التخلص من البراز سريعا ً عندما يعطيك دماغك إشارة للتخلص منه مباشرة؛ فيبقى البراز لفترة طويلة في الأمعاء الغليظة وخلال هذه الفترة يتم امتصاص الماء منه بكميات أكبر فيصبح قاسياً وجافاً مما يسبب الألم عند محاولة طرحه خارجا ً.
ماذا علي أن أفعل عند إصابتي بحالات إمساك؟
أولا ً وقبل التفكير في أخذ أي علاج أو الذهاب إلى الطبيب ، اجلس وتذكر معي قليلا ً..
ماذا كانت وجبات طعامك خلال اليومين الماضيين؟ هل احتوت على سوائل كافية؟
هل تشرب الماء طوال اليوم أو تكتفي بشربه عند شعورك بالعطش؟
هل حركتك خلال اليوم منتظمة أم تقضي كل ساعات عملك جالسا ً على الكرسي ؟
إذا كانت وجباتك متنوعة وتحتوي على كمية مناسبة من الألياف، جيد ! تشرب الماء والعصائر خلال اليوم بانتظام..تتحرك أو تمشي خلال اليوم ما يقارب نصف ساعة، ممتاز!
إذن فلنركز معا ً لماذا نصاب بحالات إمساك أحياناً .. حالات الإمساك القليلة جداً ليست بالأمر الجلل فكلنا نصاب بها عند تغير نوعية طعامنا أحيانا ً أو تناولنا بعض الأدوية التي تبطئ حركة الأمعاء أو عند إصابتنا ببعض الأمراض القولونية أو العصبية أو أمراض الغدة، كما يحدث الإمساك أيضاً عند المرأة الحامل.
إذا فمثل هذه الحالات ليست بالأمر المقلق كثيرأ.
متى يجب عليك مراجعة طبيب مختص؟
إذا كنت متزنا ً في طعامك وتحرص على تنوعه بما يجعله غنيا ً بالمواد المغذية والألياف ومع ذلك مصاب بالإمساك الشديد، هنا لابد من مراجعة الطبيب في أسرع وقت ممكن.
حين يتعلق الموضوع بالجهاز الهضمي تُـذكر معه الألياف كثيرا ً، إذن فما هي الألياف وما علاقتها به؟ وما الفائدة التي تقدمها للجسم؟
الألياف عبارة عن مركبات سكرية معقدة توجد في الكثير من الأطعمة النباتية، تعمل الألياف على تطرية البراز - وتسهل حركة الأمعاء كثيرا ً- مما يجعل عملية التغوط مريحة أكثر، ولأن تركيب الألياف معقد تعجزالأمعاء عن هضمها وتفكيكها ، وهكذا تبقى في الأمعاء  فترة أطول وتعمل الألياف على جذب الماء نحوها مما يجعل البراز طرياً وعملية التغوط مريحة أكثر.
لم َ يعتبر الإمساك مشكلة صحية ؟ ما هي الأضرار المترتبة عليه؟
قد تحدث مشاكل قولونية بسبب بقاء البراز فترات أطول وبهكذا تتفاقم مشكلة الإمساك، إضافة لتطاول القولون وانفتاله (القولون السيني) أو الإصابة بداء الرتوج وقد تصل إلى حالات سرطان القولون.
جفافه وصعوبة نزوله عبر فتحة الشرج يسبب البواسير الشرجية، هبوط المستقيم، الشق الشرجي - خدوش حول فتحة الشرج - مما يسبب النزف أثناء عملية التبرز أو يسبب خراج.
المبادرة الأولى في معالجة الإمساك هي زيادة الألياف النباتية في الغذاء وشرب السوائل بانتظام خلال اليوم، حتى وإن لم تشعر بالعطش اشرب كوب ماء كل ساعة على الأقل واجعلها عادة.
تتواجد الألياف في النباتات بشكل رئيسي مثل الفواكه والخضاروالبقول والحبوب، وبعض النباتات تكون أغنى من غيرها في محتواها من الألياف. من الفواكه الغنية بها، التمر والمشمش والدراق والتين والخوخ والأناناس والإجاص. ومن الخضار الملفوف (الكرنب)، الهليون، اليقطين، والجزر. والسبانخ والملوخية من الورقيات. ومن أغنى الحبوب بالألياف الخبز الكامل و الأرز الأسمر والشوفان.
توجد مستحضرات ألياف بالسوق كثيرة جدا ًوبالطبع سيغلب الطابع التجاري عليها أي أن محتواها الفعلي من الألياف قليل بالمقارنة مع الأغذية الطبيعية ، عدا عن غنى الأطعمة الطبيعية بمختلف الفيتامينات والعناصر المغذية للجسم.
مدمني الشاي الأحمر والكوكاكولا والقهوة غالباً سيشكون من الإمساك، وذلك لأن المشروبات التي تحتوي على الكافيين تزيد من إدرار البول وبذلك تنقص السوائل بالجسم مما يجبر الجسم على امتصاص كمية أكبر من السوائل من القولون لتعويض هذا النقص. لذا وجب الاعتدال في شرب السوائل المحتوية على الكافيين.

عادات غذائية تحارب الإمساك..
مما لفت انتباهي من حولي من الزملاء والطلاب علاقتهم بفطورهم الصباح والتي تكاد معدومة، فيكتفون بوجبات خفيفة غير مغذية وتخل بنظام سكر الدم.
وجبة فطور كبيرة في الصباح تقي من مشاكل عدة وفيما يخص موضوعنا عن الإمساك فهي تساعد في تنظيم حركة الأمعاء، كما الإنتظام على تناول الوجبات في أوقات محددة يدرب الأمعاء على نموذج حركة معين؛ للسوائل دور لا يُغفل عنه ، فلا يجب شرب أقل من ثمانية كؤوس ماء ، إضافة الشوربات بمختلف أنواعها خلال نظام الغذاء الأسبوعي بمعدل مرتان أسبوعيا ً يسهل حركة الأمعاء وبالتالي يحد أو يعالج الإمساك.
الملينات ..
شخصيا ً لا أفضل تناول الأدوية الملينة، أو الإعتماد عليها،وعند تناولها لابد أن تكون تحت إشراف طبيب أو صيدلي مختص، كما لا يحب أخذها لأكثرمن أسبوع وشرط أن تترافق مع حمية غذائية جيدة..لكن لم َ ذلك ؟
عند الإعتماد على الملينات و المسهلات لفترات طويلة يصبح الجسم غير قادر على إحداث التغوط إلا مع تناولها، وهناك الكثير ممن تعودوا على مثل هذه الأدوية.
وبما أن كل الأدوية والعلاجات يجب ان تترافق مع حمية غذائية، لمَ لا نختصر الطريق و نحمي أنفسنا من خلال تناولنا أغذية صحيحة.
إذن نستنتج من ذلك أن الحمية الغذائية والإكثار من الألياف النباتية بشكل مناسب يشكل الحل الأمثل والناجح في علاج مشكلة الإمساك.
حلول وطرق معالجة الإمساك..بدائل غذائية..!
عند شعورك بعدم الرغبة أو قلة الحاجة للتبرز أو تصلب البراز، جرب أحد الحلول التالية..
كأس من عصير التفاح والكيوي أو عصير التفاح فقط.. ولابد أن يكون طبيعيا ً، تناوله في الصباح الباكر ويفضل قبل تناول الفطور بنصف ساعة ، وكأس آخر قبل النوم بساعة.
نقع ملعقة كبيرة من بذر الكتان المجروش في كأس ماء مغلي وتركه حتى يدفأ قليلاً ومن ثم شرب الماء فقط، مرة قبل النوم أو بالصباح الباكر مع شرب كأسين ماء كبيرة بعدها بفترة بسيطة.
تناول شربة الشوفان على الأقل مرتان أسبوعيا ً لتطرية الأمعاء ومساعدتها في عملية الهضم.
وممارسة رياضة المشي نصف ساعة يوميا ً خلال اليوم، وفي حالات الإمساك المزمن والشديد تناول كأس أو اثنين من عصير المانجو الطبيعي على معدة خاوية و المشي السريع لساعة في الصباح الباكر.
فيما يخص الأعشاب المسهلة مثل السنا مكي ليس لها مضار أو آثار جانبية ومضاعفات عند استخدامها في علاج الإمساك ولكن الزيادة في الكميات وسوء الإستخدام والإعتماد الكلي عليها سيترتب عليه مضاعفات سيئة بالتأكيد ، ملعقة من السنا - مع الزنجبيل عند الرغبة في التخفيف من حدة طعمها – تنقع في كوب ماء مغلي وتترك سبع دقائق ومن ثم يصفى وتشرب ويفضل أن تؤخذ صباحا ً على الريق عند الرغبة في استخدامها كمسهل أو ملين. عند استخدامها أثناء اليوم وبعد وجبات الطعام يبدأ مفعولها من بعد ست إلى 12 ساعة من وقت شربها، والحرص على عدم أخذها يوميا ً وعند الضرورة تؤخذ يوم بعد يومين.

خلق علاقة جيدة بين أجسادنا والأطعمة الصحية سيرجع بالنفع علينا بالتأكيد، فليس يدخل الجسم شيء أكثر من الطعام.

تحياتي وتمنياتي لكم بالصحة والعافية..